في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (31)

( منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا . كل حزب بما لديهم فرحون ) . .

فهي الإنابة إلى الله والعودة في كل أمر إليه . وهي التقوى وحساسية الضمير ومراقبة الله في السر والعلانية ؛ والشعور به عند كل حركة وكل سكنة . وهي إقامة الصلاة للعبادة الخالصة لله . وهي التوحيد الخالص الذي يميز المؤمنين من المشركين . .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (31)

{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ } وهذا تفسير لإقامة الوجه للدين ، فإن الإنابة إنابة القلب وانجذاب دواعيه لمراضي اللّه تعالى .

ويلزم من ذلك حمل{[652]} البدن بمقتضى ما في القلب فشمل ذلك العبادات الظاهرة والباطنة ، ولا يتم ذلك إلا بترك المعاصي الظاهرة والباطنة فلذلك قال : { وَاتَّقُوهُ } فهذا يشمل فعل المأمورات وترك المنهيات .

وخص من المأمورات الصلاة لكونها تدعو إلى الإنابة والتقوى لقوله تعالى : { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } فهذا إعانتها على التقوى .

ثم قال : { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } فهذا حثها على الإنابة . وخص من المنهيات أصلها والذي لا يقبل معه عمل وهو الشرك فقال : { وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } لكون الشرك مضادا للإنابة التي روحها الإخلاص من كل وجه .


[652]:- في ب: عمل
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (31)

قوله : { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } { مُنِيبِينَ } ، منصوب على الحال من ضمير { فأقم } . وقد جمع حملا على المعنى ؛ لأن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ، والمراد به أمته{[3609]} ؛ أي تائبين إلى الله ، راجعين إليه ، مقبلين عليه بالطاعة .

قوله : { وَاتَّقُوهُ } أي خافوه بالتزام أوامره واجتناب مناهيه وزواجره .

قوله : { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ } خص الصلاة بالذكر من بين العبادات المفروضة بسبب أهميتها وجليل قدرها وعظيم شأنها ؛ فهي عماد الدين كله ، ولا يتردد الناس في أداء الصلوات أو يثنون عنها إلا بكلال عزائمهم وهممهم ، وفتور العقيدة والتقوى في قلوبهم .

قوله : { وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } وذلك بالفسق عن أمر الله ومخالفة دينه ، والركون إلى ملل الكفر والباطل .


[3609]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 251.