في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ} (6)

ويوجهه إلى إنكار ذاته وعدم المن بما يقدمه من الجهد ، أو استكثاره واستعظامه : ( ولا تمنن تستكثر ) . . وهو سيقدم الكثير ، وسيبذل الكثير ، وسيلقى الكثير من الجهد والتضحية والعناء . ولكن ربه يريد منه ألا يظل يستعظم ما يقدمه ويستكثره ويمتن به . . وهذه الدعوة لا تستقيم في نفس تحس بما تبذل فيها . فالبذل فيها من الضخامة بحيث لا تحتمله النفس إلا حين تنساه . بل حين لا تستشعره من الأصل لأنها مستغرقة في الشعور بالله ؛ شاعرة بأن كل ما تقدمه هو من فضله ومن عطاياه . فهو فضل يمنحها إياه ، وعطاء يختارها له ، ويوفقها لنيله . وهو اختيار واصطفاء وتكريم يستحق الشكر لله . لا المن والاستكثار .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ} (6)

المفردات :

ولا تمنن تستكثر : ولا تعط مستكثرا ، أي : رائيا ما تعطيه كثيرا ، أو لا تمنن على الله بعبادتك مستكثرا إياها .

التفسير :

4- ولا تمنن تستكثر .

ولا تعط مستكثرا ، أي رائيا ما تعطيه كثيرا ، أو لا تمنن على أصحابك وغيرهم بتبليغ الوحي ، مستكثرا ذلك عليهم ، وإذا أعطيت أحدا عطية فأعطها لوجه الله ، ولا تمنّ بعطيتك على الناس .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ} (6)

ولما بدأ بأحد سببي القبول{[69702]} ، أتبعه الثاني المبعد عن قاصمة العمل من الإعجاب والرياء والملل فقال : { ولا تمنن } أي-{[69703]} على أحد بدعائك له أو بشيء تعطيه له على جهة الهبة أو القرض بأن تقطع لذة من أحسنت إليه بالتثقيل عليه بذكرك على جهة الاستعلاء والاستكثار بما فعلته معه ، {[69704]}أو لا{[69705]} تعط شيئاً حال كونك { تستكثر * } أي تطلب أن تعطي أجراً أو أكثر مما أعطيت - قاله ابن عباس رضي الله عنهما ، وهو من قولهم ، منَّ - إذا أعطى ، وذلك لأن الأليق بالمعطي من الخلق أن يستقل ما أعطى ، ويشكر الله الذي وفقه له ، و-{[69706]} بالآخذ أن يستكثر ما أخذ-{[69707]} ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يفعل شيئاً لعلة أصلاً ، بل لله خالصاً ، فإنه إذا زال الاستكثار حصل الإخلاص ، لأنه لا يتعلق همه بطلب الاستمثال ، فكيف بالاستقلال ، فيكون العمل-{[69708]} في غاية الخلوص لا يقصد به ثواباً أصلاً ، ولا يراد لغير وجه الله تعالى ، وهذا هو النهاية في الإخلاص .


[69702]:من م، وفي الأصل و ظ: القول.
[69703]:زيد من ظ و م.
[69704]:من ظ و م، وفي الأصل: لو.
[69705]:من ظ و م، وفي الأصل: لو.
[69706]:راجع البحر المحيط 8/369.
[69707]:زيد من ظ و م.
[69708]:زيد من ظ و م.