{ ولا تمنن تستكثر } قرئ لا تمن بالإدغام ، وقرأ الجمهور بفك الإدغام ، وتستكثر بالرفع على أنه حال أي ولا تمنن حال كونك مستكثرا وقيل على حذف " أن " والأصل ولا تمنن أن تستكثر ، فلما حذفت رفع ، قال الكسائي فإذا حذف " أن " رفع الفعل ، وقرئ تستكثر بالنصب على تقدير " أن " وبقاء عملها ، ويؤيدها قراءة ابن مسعود أن تستكثر بزيادة أن ، وقرئ بالجزم على أنه بدل من تمنن كما في قوله { يلق أثاما يضاعف له العذاب } أو الجزم لإجراء الوصل مجرى الوقف .
وقد أعرض على قراءة الجزم لأن قوله تستكثر لا يصح أن يكون بدلا من تمنن ، لأن المن غير الاستكثار ، ولا يصح أن يكون جوابا للنهي ، والمن الإنعام وبابه رد .
واختلف السلف في معنى الآية فقيل المعنى لا تنعم بشيء مستكثرا أي طالبا للكثرة ، كارها أن ينقص المال بسبب العطاء فيكون الاستكثار هنا عبارة عن طلب العوض كيف كان ، وقيل المعنى لا تمنن على ربك بما تتحمله من أعباء الرسالة والنبوة كالذي يستكثر ما يتحمله بسبب الغير ، وقيل لا تعط عطية تلتمس فيها أكثر منها قاله عكرمة وقتادة ، وقال ابن عباس لا تعط تلتمس بها أفضل منها عنه وقال لا تعط الرجل عطاء رجاء أن يعطيك أكثر منه ، قال الضحاك هذا حرمه الله على رسوله لأنه مأمور بأشرف الآداب وأجل الأخلاق ، وأباحه لأمته ، وقال مجاهد لا تضعف أن تستكثر من الخير من قولك حبل متين إذا كان ضعيفا ، وقال الربيع ابن أنس لا يعظم عملك في عينك أن تستكثر من الخير .
وقال ابن كيسان لا تستكثر عملا فتراه من نفسك إنما عملك منة من الله عليك إذ جعل لك سبيلا إلى عبادته ، وقيل لا تمنن بالنبوة والقرآن على الناس فتأخذ منهم أجرا تستكثره ، وقال محمد بن كعب لا تعط مالك مصانعة وقال زيد بن أسلم إذا أعطيت عطية فأعطها لربك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.