الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ} (6)

ثم قال تعالى : ( ولا تمنن تستكثر )

قال ابن عباس : معناه : ولا تعط يا محمد عطية لتعطى أكثر منها . وهو ( معنى ) {[71347]} قول أكثر [ المفسرين ] {[71348]} .

وهذا خصوص للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو مباح لأمته {[71349]} إلا أنه {[71350]} لا أجر [ لهم ] {[71351]} في ذلك . وهو قوله تعالى : ( وما ءاتيتم من ربا لتربوا في أموال الناس فر يربو عند الله ) {[71352]} وقد قال الضحاك هو {[71353]} الربا ( في ) {[71354]} الحلال {[71355]} [ قال ] {[71356]} : وهما ربوان : حرام وحلال {[71357]} . فأما الحلال فالهدايا ، وأم الحرام فالربا بعينه {[71358]} .

وقال الحسن : معناه : لا تستكثر {[71359]} عملك الصالح {[71360]} . وهو اختيار الطبري {[71361]} .

وقال الربيع بن أنس : معناه : " لا يكثُرَنْ {[71362]} عملك في عينك ، فإنه فيما أنعم الله [ عليك ] {[71363]} وأعطاك قليل " {[71364]} .

وعن مجاهد أن معناه : لا تضعف أن تستكثر من الخير من قولهم : " حبل منين " إذا كان ضعيفا {[71365]} .

وفي قراءة ابن مسعود : " ولا تمنن أن تستكثر " {[71366]} .

قال الكسائي : فإذا حذف " أن " رفع {[71367]} ، وهو حال ( عند ) {[71368]} البصريين {[71369]} .

وقال ابن زيد : معناه : لا تمنن بالقرآن {[71370]} والنبوة فتستكثرهم به ، تأخذ على ذلك عوضا {[71371]} من الدنيا {[71372]} .


[71347]:- ساقط من أ. ولعل سقوطه أنسب.
[71348]:- م: المفسرون. وانظر جامع البيان 29/148-49 والمعالم 7/174، وزاد المسير 8/402، وتفسير الرازي 30/194، وابن كثير 4/470.
[71349]:- هو قول الضحاك في المحرر 16/156 وتفسير القرطبي 19/67 وحكاه عن مجاهد وهو معنى قول الزجاج في معانيه: 5/246.
[71350]:- أ: الا انهم.
[71351]:- ساقط من م.
[71352]:- الروم: 39. وقد تعقب ابن عطية مكيا في التمثيل بهذه الآية فقال "وهذا معنى أجنبي من معنى هذه السورة" انظر المحرر 16/156.
[71353]:- ث: وهو.
[71354]:- ساقط من ث.
[71355]:- أ: هو الربا الحلال.
[71356]:- زيادة من أ. وهي ضرورية لأن مكيا جمع هنا بين قولين للضحاك ذكرهما الطبري.
[71357]:- ث: أ: حلال وحرام.
[71358]:- انظر جامع البيان 29/148.
[71359]:- أ: معناه: ولا تمنن تستكثر، ث: معناه لا تمنن تستكثر.
[71360]:- انظر جامع البيان 29/149.
[71361]:- انظر المصدر السابق 29/150 وقد استدل بسياق الآيات حيث تقدم فيهن أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم بالجِدّ في الدعاء إليه والصبر على ما يلقى من الأذى فيه.
[71362]:- أ: لا يكثر. وكذا هي في جامع البيان 29/149 أ: لا تكثرن.
[71363]:- ساقط من م.
[71364]:- انظر جامع البيان 29/149.
[71365]:- هذا كلام الطبري يعرض فيه معنى قول مجاهد وغيره ثم ذكر قوله بنصه. انظر جامع البيان 29/149 وتفسير ابن كثير 4/471 وفي اللسان: (منن): "حبل منين: إذا انقطع وخلق".
[71366]:- انظر جامع البيان 29/150 والمحرر 16/156 والمعالم 7/174.
[71367]:- ويكون المعنى واحدا كما في تفسير القرطبي 19/69.
[71368]:- ساقط من أ.
[71369]:- أ: البصرين، وقد استحسن الأخفش في معانيه 2/719 قراءة الجمهور {تستكثِرُ} بالرفع.
[71370]:- أ: بالقراءة.
[71371]:- أ: عرضا؛ وكلاهما صحيح: قال في اللسان (عوض) العِوَضُ: البَدَل" وقال الراغب 342 (عرض)" العَرَضُ: البَدَل والعِوض" وفي النهاية لابن الأثير 3/214) "العَرَضُ – بالتحريك- متاع الدنيا وحُطامها". ولعل هذا المعنى أنسب لسياق الكلام.
[71372]:- انظر جامع البيان 29/149 والمحرر 16/156 وزاد المسير 8/402 وتفسير ابن كثير 4/471.