في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

16

ولا يذكر السياق شيئا عن مراجعة هذا السجل تعجيلا بتوقيع الحكم وتنفيذه . إنما يذكر مباشرة النطق العلوي الكريم ، للملكين الحافظين : السائق والشهيد : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد . مناع للخير معتد مريب . الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد ) . . وذكر هذه النعوت يزيد في حرج الموقف وشدته . فهو دلالة غضب الجبار القهار في الموقف العصيب الرهيب ؛ وهي نعوت قبيحة مستحقة لتشديد العقوبة : كفار . عنيد . مناع للخير . معتد . مريب .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

23

المفردات :

عنيد : مبالغ في العناد وترك الانقياد للحق .

التفسير :

24 ، 25 ، 26- { ألقيا في جهنم كل كفار عنيد * مناع للخير معتد مريب * الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد } .

24

{ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد } .

اطرحا في جهنم كل من كفر بالله ، وأشرك به ، وعاند الحق والرسل ، ومنع الخير ، ومنع أبناء أخيه عن الدخول في الإسلام ، والعبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فالآيات شاملة لكل كافر منع نفسه أو غيره عن الإيمان ، واعتدى على أهل الحق ، ووقع في الريب والشك وعدم الإيمان .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

فيقال للملكين من خزنة النار ، أو للسائق والشهيد : { ألقيا في جهنم كل كفار عنيد } إطرحا في جهنم كل مبالغ في الكفر ، شديد في العناد وإباء الانقياد للحق .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

فيقول الله عز وجل لقرينه :{ ألقيا في جهنم } هو خطاب للواحد بلفظ التثنية على عادة العرب ، يقولون : ويلك أرحلاها وازجراها وخذاها وأطلقاها ، للواحد . قال الفراء : وأصل ذلك أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه وسفره اثنان ، فجرى كلام الواحد على صاحبه ، ومنه قولهم في الشعر للواحد : خليلي . وقال الزجاج : هذا أمر للسائق والشهيد ، وقيل : للمتلقين . { كل كفار عنيد } عاص معرض عن الحق . قال عكرمة ومجاهد : مجانب للحق معاند لله .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

{ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد } عاص معرض عن الحق

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

" ألقيا في جهنم " قال ابن زيد في رواية ابن وهب عنه : إنه قرينه من الإنس ، فيقول الله تعالى لقرينه : " ألقيا في جهنم " قال الخليل والأخفش : هذا كلام العرب الفصيح أن تخاطب الواحد بلفظ الاثنين فتقول : ويلك ارحلاها وازجراها ، وخذاه وأطلقاه للواحد . قال الفراء : تقول للواحد قوما عنا ، وأصل ذلك أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه ورفقته في سفره اثنان فجرى كلام الرجل على صاحبيه ، ومنه قولهم للواحد في الشعر : خليلي ، ثم يقول : يا صاح . قال امرؤ القيس :

خليليّ مُرّا بي على أم جُنْدَب *** نُقَضِّ لُبَانَاتِ الفؤادِ المُعَذَّبِ

وقال أيضا :

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللِّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

وقال آخر :

فإن تزجراني يا ابن عفان أَنْزَجِر *** وإن تَدَعَانِي{[14170]} أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا

وقيل : جاء كذلك لأن القرين يقع للجماعة والاثنين . وقال المازني : قوله " ألقيا " يدل على ألق ألق . وقال المبرد : هي تثنية على التوكيد ، المعنى ألق ألق فناب " ألقيا " مناب التكرار . ويجوز أن يكون " ألقيا " تثنية على خطاب الحقيقة من قول الله تعالى يخاطب به الملكين . وقيل : هو مخاطبة للسائق والحافظ . وقيل : إن الأصل ألْقِيَن بالنون الخفيفة تقلب في الوقف ألفا فحمل الوصل على الوقف . وقرأ الحسن " أَلْقِيَن " بالنون الخفيفة نحو قوله : " وليكونا من الصاغرين{[14171]} " [ يوسف : 32 ] وقوله : " لنسفعا{[14172]} " [ العلق : 15 ] . " كل كفار عنيد " أي معاند ، قال مجاهد وعكرمة . وقال بعضهم : العنيد المعرض عن الحق ، يقال عند يعند بالكسر عنودا أي خالف ورد الحق ، وهو يعرفه فهو عنيد وعاند ، وجمع العنيد عند مثل رغيف ورُغُف .


[14170]:في الأصول: "تدعواني" وما أثبتناه هو ما عليه الرواية في تفسير الطبري والألوسي والفراء وغيرها.
[14171]:راجع جـ 9 ص 184.
[14172]:راجع جـ 20 ص 120.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

ولما كانت العادة جارية بأن من أحضر إليه شيء تبادر إلى أمهر بقوله أو فعل ، وصل بذلك ما هو نتيجته ، وبدأ بالعاصي لأن المقام له ، فقال ما يدل على أنه لا وزن له ، فلا وقفة في عذابه بحسابه ولا غيره ، مؤكداً خطاباً للمؤكد بالإلقاء أو خطاباً للسائق والشهيد ، أو السائق وحده مثنياً لضميره تثنية للأمر كأنه قال : ألق ألق - تأكيداً له وتهويلاً : { ألقيا } أي اطرحا دفعاً من غير شفقة ، وقيل : بل هو تثنية وأصل ذلك أن الرفقة أدنى ما يكون ثلاثة ، فجرى كلام الواحد على صاحبه ، ألا ترى أن الشعراء أكثر شيء قيلاً : يا صاحبيّ يا خليليّ ، والسر فيه إذا كان المخاطب{[61193]} واحداً إفهامه أنه يراد منه الفعل بجد عظيم تكون قوته فيه معادلة لقوة اثنين { في جهنم } أي النار التي تلقى الملقى{[61194]} فيها بما كان يعامل به عباد الله من الكبر والعبوسة والتكره والتعصب . ولما كان المقصود تعليل إلقائه بوصف يعم غيره ليكون لطفاً لمن أراد الله عصمته ممن سمع هذا المقال وحجة على من أراد الله{[61195]} إهانته : { كل كفار عنيد{[61196]} * } أي مبالغ في ستر الحق{[61197]} والمعاداة لأهله {[61198]}من غير{[61199]} حجة حمية وأنفة نظراً إلى استحسان ما عنده والثبات عليه تجبراً وتكبراً على ما عند غيره ازدراء له كائناً من{[61200]} كان


[61193]:من مد، وفي الأصل: الخطاب.
[61194]:من مد، وفي الأصل الملتقي.
[61195]:من مد، وفي الأصل: لمن.
[61196]:سقط من مد.
[61197]:وقع في الأصل بعد "كائنا من كان" والترتيب من مد.
[61198]:من مد، وفي الأصل: العقل.
[61199]:في مد: بغير.
[61200]:في مد: بغير.