السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

وقوله تعالى : { ألقيا في جهنم } أي : النار التي تلقى الملقي فيها بما كان يعامل به عباد الله تعالى من الكبر والعبوسة { كل كفار } خطاب من الله تعالى للسائق والشهيد أو للملكين من خزنة النار أو الواحد وتثنية الفاعل منزل منزلة تثنية الفعل وتكريره كأنه قيل ألق ألق وقيل : أراد ألقيا بالنون الخفيفة فأبدلها ألفاً إجراءً للوصل مجرى الوقف وقيل العرب : تخاطب الواحد مخاطبة الاثنين تأكيداً كقوله :

فإن تزجراني يا ابن عفان أزدجر *** وإن تدعاني أحم عرضاً ممنعا

قال ابن عادل وقيل المأمور مثنى وهذا هو الحق لأنّ المراد ملكان يفعلان ذلك ا . ه وهو القول المتقدّم { عنيد } وهو المبالغ في ستر الحق والمعاداة لأهله بغير حجة حمية وأنفة نظراً إلى استحسان ما عنده والثبات عليه تجبراً وتكبراً على ما عند غيره ازدراء له كائناً من كان .