الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

ثم قال : { القيا في جهنم كل كفار عنيد } [ 24 ] .

قال الفراء والكسائي : " ألقيا " مخاطبة للقرين {[64803]} .

قال الفراء : والعرب تخاطب الواحد مخاطبة {[64804]} الاثنين ، فتقول : " يا رجل قوما " {[64805]} .

وأنشد {[64806]} :

خليليَّ مرّا بي {[64807]} على أم جندب *** [ لنقضي لبانات ] {[64808]} الفؤاد المعذب {[64809]}

وإنما خاطب واحدا ، واستدل على ذلك بقوله في القصيدة :

ألم ترياني {[64810]}كلما جئت طارقا *** وجدت بها طيبا وإن لم تطب {[64811]}

وقيل {[64812]} : إنما ثني ( ألقيا ) ، لأن {[64813]} قرينا يقع للجماعة والاثنين كقوله : { والملائكة بعد ذلك ظهير } {[64814]} ، وكقوله : { عن اليمين وعن الشمال قعيد } {[64815]} ، على قول من {[64816]} رأى ذلك ، وقد تقدم ذكره {[64817]} .

وقيل : إنما قال ألقيا على شرط تكرير الفعل كأنه قال {[64818]} : ألق ، ألق ، فالألف تدل {[64819]} على التكرير/ ، وهو قول المبرد {[64820]} .

وقيل : هو مخاطبة للملكين ، السائق والشهيد {[64821]} ، والعنيد : المعاند {[64822]} للحق المجانب له .

وقيل العنيد : الجاحد للتوحيد {[64823]} .


[64803]:انظر: إعراب النحاس 4/227 ومعاني الفراء 3/78.
[64804]:ساقط من ع.
[64805]:انظر: معاني الفراء 793، وجامع البيان 26/103، وإعراب النحاس 4/227، وتفسير القرطبي 17/16، والبحر المحيط 8/126.
[64806]:ع: "أنشدوا".
[64807]:ع: "مراي": وهو تحريف.
[64808]:فنقض لبانات، وح: تقضي حاجات: وكلاهما تحريف.
[64809]:انظر: ديوان امرئ القيس 41، من البحر الطويل.
[64810]:ح: "ترأني": وهو تحريف.
[64811]:انظر: ديوان امرئ القيس 41، وأشعار الشعراء الستة الجاهلين 1/35.
[64812]:ع: "قال وقيل".
[64813]:ساقط من ع.
[64814]:التحريم: 4.
[64815]:ق: 17.
[64816]:ساقط من ع.
[64817]:انظر: إعراب النحاس 4/228 "وإملاء ما من به الرحمن" 2/127.
[64818]:ع: "أراد".
[64819]:ح: "تقف" وهو تحريف.
[64820]:انظر: إعراب النحاس 4/225، وإملاء ما من به الرحمن 2/127 ولم أعثر على هذا النقل في مقتضب المبرد.
[64821]:ع: "والشاهد"، وانظر: إعراب النحاس 4/228.
[64822]:ح: "العنيد".
[64823]:انظر: تفسير القرطبي 17/16.