قوله : { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ } اختلفوا هل المأمور واحد أو اثنان ؟ فقيل : واحد . وإنما أتى بضمير الاثنين دلالةً على تكرير الفعل كأنه قيل : أَلْقِ أَلْقِ{[52416]} . وقيل : أراد أَلْقِيَنْ بالنون الخفيفة ، فأبدلها ألفاً إجراءً للوصل مُجْرَى الوقف{[52417]} ، ويؤيده قراءة الحسن ( - رضي الله عنه{[52418]} - ) أَلْقِيَنْ بالنون{[52419]} . وقيل : العرب تخاطب الواحد مخاطبةَ الاثنين تأكيداً كقوله :
فَإنْ تَزْجُرَانِي يَا ابْنَ عَفَّانَ أزْدَجِرْ *** وَإنْ تَدَعَانِي أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا{[52420]}
فَقُلْتُ لِصَاحِبي : لاَ تَحبسانا *** بِنَزْعِ أُصُولِهِ واجْدَزَّ شِيحَا{[52421]}
وتقول العرب : ويحك{[52422]} ارْجِلاَهَا وازْجُرَاهَا وخُذاها للواحد . قال الفراء : وأصل ذلك أن أدنى أعوانِ الرجل في إبله وغنمه وسفره اثنان فجرى كلام الواحد على صاحبه ، ومنه قولهم في الشعر : خليليَّ{[52423]} . وقال الزجاج : هذا أمر السائق والشهيد{[52424]} . وقيل : للمتلقين .
قوله : { كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ } الكفار يحتمل أن يكون من الكُفْر فيكون بمعنى شديد الكفر لأن الشديد في اللفظ بدل على شدة في المعنى ، ويحتمل أن يكون الكُفْران فهو المنكر نعم الله مع كثرتها . و«العنيدُ » فعيل بمعنى فاعل من عَنِدَ عُنُوداً{[52425]} ، ومنه العِنَادُ{[52426]} . والمعنى عاصٍ معرض عن الحق . قال عكرمة ومجاهد : مجانبٍ للحق ومعاندٍ لله{[52427]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.