البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

{ ألقيا في جهنم } : الخطاب من الله للملكين : السائق والشهيد .

وقيل : للملكين من ملائكة العذاب ، فعلى هذا الألف ضمير الاثنين .

وقال مجاهد وجماعة : هو قول إما للسائق ، وإما للذي هو من الزبانية ، وعلى أنه خطاب للواحد .

وقال المبرد معناه : ألق ألق ، فثنى .

وقال الفراء : هو من خطاب الواحد بخطاب الاثنين .

وقيل : الألف بدل من النون الخفيفة ، أجرى الوصل مجرى الوقف ، وهذه أقوال مرغوب عنها ، ولا ضرورة تدعو إلى الخروج عن ظاهر اللفظ لقول مجاهد .

وقرأ الحسن : ألقين بنون التوكيد الخفيفة ، وهي شاذة مخالفة لنقل التواتر بالألف .

{ كل كفار } : أي يكفر النعمة والمنعم ؛ { عنيد } ، قال قتادة : منحرف عن الطاعة .

وقال الحسن : جاحد متمرد .

وقال السدي : المساق من العند ، وهو عظم يعرض في الحلق .

وقال ابن بحر : المعجب بما فيه .