تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ} (24)

الآية 24 وقوله تعالى : { القيا في جهنم كل كفّار عنيد } يحتمل أن يكون الخطاب بقوله تعالى : { ألقيا } الاثنين على ما هو ظاهر الصّيغة : الذي يسوقه والذي يشهد عليه حين{[19787]} قال : { وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد } كان الأمر بذلك لهما .

ويحتمل أن يكون المراد بالخطاب ، هو القرين الذي سبق ذكره : { وقال قرينُه هذا ما لديّ عتيد } .

لكن قال : { ألقيا } لوجهين :

أحدهما : ما قيل : إن العرب قد تذكر حرف التّثنية على إرادة الواحد والجماعة .

والثاني : ما قال بعضهم : إن المواد من قوله { ألقيا } أي ألقِ ألقِ على التأكيد كقوله : { هيهات هيهات } [ المؤمنون : 36 ] على لوعيد في الذمّ [ وما ]{[19788]} يقال في المدح : بخٍ بخٍ ، ونحو ذلك على التأكيد ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { كل كفار عنيد } يحتمل كل كفار لنعم الله تعالى حين{[19789]} صرف شكرها إلى غيره ، أو كل كفّار لتوحيد الله وتسمية غيره إلها .

والعنيد : قال بعضهم : هو الذي بلغ في الخلاف غايته ، والمخالف أشد الخلاف من عَنِد يَعْنَدُ عُنودا ، فهو عاندٌ ، وعنيد بمعنى عاندٍ ، وقيل : هو الذي يُنصِف من نفسه .

وقيل : هو الذي يكابر ، ويعاند بعد ظهور الحق له ، والله أعلم .


[19787]:في الأصل وم: حيث.
[19788]:في الأصل وم: و.
[19789]:في الأصل وم: حيث.