في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

11

ويقوم عليها حراس عدتهم : ( تسعة عشر ) . . لا ندري أهم أفراد من الملائكة الغلاظ الشداد ، أم صفوف أم أنواع من الملائكة وصنوف . إنما هو خبر من الله سندري شأنه فيما يجيء . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

11

المفردات :

عليها تسعة عشر : يتولى أمر النار ، ويلي تعذيب أهلها تسعة عشر ملكا ، أو صفّا ، أو صنفا .

التفسير :

26 ، 27 ، 28 ، 29 ، 30- سأصليه سقر* وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لوّاحة للبشر* عليها تسعة عشر .

أي : سأدخله جهنم ، وسأغمره فيها من جميع جهاته .

وسقر من أسماء النار ، وإنما سميت جهنم سقر من : سقرته الشمس ، إذا أذابته ولوّحته ، وأحرقت جلد وجهه .

وما أدراك ما سقر .

أي شيء أعلمك ما سقر ، والمراد : تعظيم هولها وآلامها ، ومما يصيب الكافرين من ألوان عذابها .

لا تبقي ولا تذر .

لا تترك في الكافرين عظما ولا لحما ، ولا دما ولا شيئا إلا أهلكته ، فهي تبلع بلعا ، وتمحو محوا ، ولا يقف لها شيء ، ولا يبقى وراءها شيء ، ولا يفضل منها شيء ، ثم يعاد أهلها خلقا جديدا ، فلا تتركهم بل تعاود إحراقهم بأشد مما كانت .

قال تعالى : كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب . . . ( النساء : 56 ) .

وتبرز جهنم لأهلها لترهبهم بعذابها ، قال تعالى : وبرّزت الجحيم للغاوين . ( الشعراء : 91 ) .

لوّاحة للبشر .

تلفح الجلد لفحة فتدعه أسود من الليل ، وتنزل الآلام بالجلود ، ويبدّل الله الجلود ليذوق أهلها العذاب .

عليها تسعة عشر .

يحرس جهنم زبانية أشداء أقوياء ، عددهم تسعة عشر ملكا ، أو صفّا أو صنفا ، والجمهور على أن المراد بهم النقباء ، فمعنى كونهم عليها : أنهم يتلون أمرها وتعذيب أهلها ، وإليهم رئاسة زبانيتها ، وأما جملتهم فالعبادة تعجز عنها ، كما قال تعالى : وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر . ( المدثر : 31 ) .

وفي الصحيح عن عبد اله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرّونها )iv .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

عليها تسعةَ عشرَ من الملائكة موكَّلون بها ، كما جاءَ في قوله تعالى أيضا : { عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ الله مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [ التحريم : 6 ] .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

{ عليها } أي مطلق النار بقرينة ما يأتي من الخزنة { تسعة عشر * } أي ملكاً ، لطبقة المؤمنين وهي العليا ملك واحد ، وللست{[69843]} الباقية ثمانية عشر ، لكل واحدة ثلاثة ، لأن الواحد يؤازر بثان ، وهما يعززان بثالث ، فلذا والله أعلم كانوا ثلاثة ، أو لأن الكفر يكون بالله وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فكان لكل تكذيب في كل طبقة من طبقاتها الست ملك أو صنف من الملائكة ، وعلى الأول في كونهم أشخاصاً بأعيانهم أكثر المفسرين ، وقد علم مما مضى أنهم غلاظ شداد {[69844]}كل واحد منهم يكفي{[69845]} لأهله الأرض كلهم كما أن ملكاً واحداً وكل بقبض جميع الأرواح ، وجاء في الآثار{[69846]} أن أعينهم كالبرق الخاطف ، وأنيابهم كالصياصي ، يخرج لهب{[69847]} النار من أفواههم ، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة ، نزعت منهم الرحمة{[69848]} ، يدفع أحدهم سبعين ألفاً فيرميهم حيث أراد من جهنم ، قال عمرو بن دينار : إن واحداً{[69849]} منهم يدفع بالدفعة الواحدة{[69850]} أكثر من ربيعة ومضر .

وقيل : إن هذه العدة لمكافأة ما في الإنسان من القوى التي بها ينتظم قوامه ، وهي الحواس الخمس الظاهرة : السمع والبصر والشم والذوق واللمس ، والخمس الباطنة{[69851]} : المتخيلة والواهمة والمفكرة والحافظة والذاكرة ، وقوتا الشهوة والغضب ، والقوى الطبيعية السبع : الماسكة والهاضمة والجاذبة والدافعة والغاذية والنامية والمولدة ، وقيل : اختير هذا العدد لأن التسعة نهاية الآحاد ، والعشرة بداية العشرات ، فصار مجموعهما{[69852]} جامعاً لأكثر القليل وأقل الكثير ، فكان{[69853]} أجمع الأعداد ، فكان إشارة إلى أن خزنتها أجمع الجموع ، ويروى{[69854]} عن ابن مسعود رضي الله عنه أن قراءة البسملة تنجي من خزنة النار{[69855]} فإنها تسعة عشر حرفاً ، كل حرف منها لملك منهم .


[69843]:من ظ، وفي الأصل و م: للسنة.
[69844]:في ظ: يكفي كل واحد منهم.
[69845]:في ظ: يكفي كل واحد منهم.
[69846]:راجع المعالم 7/147.
[69847]:من ظ والمعالم، وفي الأصل و م: لهيب.
[69848]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م والمعالم فحذفناها.
[69849]:من ظ و م والمعالم، وفي الأصل: الواحد.
[69850]:زيد في الأصل: فيجمع فيها عدد، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها، وزيد في المعالم: جهنم.
[69851]:زيد في الأصل: فيجمع فيها عدد، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69852]:من ظ و م، وفي الأصل: مجموعا.
[69853]:من ظ و م، وفي الأصل: وكان.
[69854]:من م، وفي الأصل و ظ: روى.
[69855]:من ظ و م، وفي الأصل: جهنم.