ثم نلقي بأبصارنا - من خلال الكلمات - إلى الفريق الآخر . فماذا نحن واجدون ? إنه التأنيب الطويل ، والتشهير المخجل ، والتذكير بشر الأقوال والأعمال :
( وأما الذين كفروا . أفلم تكن آياتي تتلى عليكم ، فاستكبرتم ، وكنتم قوماً مجرمين ? وإذا قيل : إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها . قلتم : ما ندري ما الساعة ! إن نظن إلا ظنا ، وما نحن بمستيقنين ) !
ما الساعة : أي شيء الساعة ؟ ما حقيقتها ؟
32- { وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين } .
إذا قال لكم الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه : آمنوا بالله ، فإن ما وعد به من البعث والحشر ، والحساب والجزاء والجنة والنار ، حق لا شك فيه ، والساعة وهي القيامة قادمة لا شك في قدومها ، كان جوابكم : لا نعلم ما هي الساعة ، ولا نتيقن بمجيئها ، إنما نسمع عنها سماعا ، ونعلم عنها من كلام المؤمنين ، فنظن قيام القيامة ظنا غير متحققين من قدومها ولا متثبتين ، فهو شك أو احتمال أو ظن أن تقوم القيامة ، ولكنا غير متيقنين ولا متأكدين ولا جازمين بذلك .
قوله تعالى : " وإذا قيل إن وعد الله حق " أي البعث كائن . " والساعة لا ريب فيها " وقرأ حمزة " والساعة " بالنصب عطفا على " وعد " . الباقون بالرفع على الابتداء ، أو العطف على موضع " إن وعد الله " . ولا يحسن على الضمير الذي في المصدر ؛ لأنه غير مؤكد ، والضمير المرفوع إنما يعطف عليه بغير تأكيد في الشعر . " قلتم ما ندري ما الساعة " هل هي حق أم باطل . " إن نظن إلا ظنا " تقديره عند المبرد : إن نحن إلا نظن ظنا . وقيل : التقدير : إن نظن إلا أنكم تظنون ظنا . وقيل : أي وقلتم إن نظن إلا ظنا " وما نحن بمستيقنين " أن الساعة آتية .
{ وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين }
{ وإذا قيل } لكم أيها الكفار { إن وعد الله } بالبعث { حق والساعة } بالرفع والنصب { لا ريب } شك { فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن } ما { نظن إلا ظناً } قال المبرد : أصله إن نحن إلا نظن ظناً { وما نحن بمستيقنين } أنها آتية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.