الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱلسَّاعَةُ لَا رَيۡبَ فِيهَا قُلۡتُم مَّا نَدۡرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِينَ} (32)

ثم قال تعالى : { وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة } أي : ويقال لهم يومئذ : وإذا قيل لكم إن وعد الله حق في بعثكم ومجازاتكم{[62657]} على أعمالكم{[62658]} . قلتم مجيبين : ما ندري ما الساعة ، أي : ما ندري ما البعث والجزاء تكذيبا منكم بوعيد الله ووعده وإنكار القدرة على إحيائكم{[62659]} بعد موتكم .

{ إن الظن إلا ظنا } أي : وقلتم ( ما نظن ){[62660]} أن الساعة آتية إلا ظنا .

{ وما نحن بمستيقنين } أنها جائية .

وتقديره في العربية : إن نحن إلا نظن ظنا ونظيره من الكلام ما حكاه ( أبو عمرو ){[62661]} بن العلاء وسيبويه من قولهم : ليس الطيب إلا{[62662]} المسك ، ( على تقدير : ليس إلا الطيب المسك ){[62663]} . هذا مذهب{[62664]} المبرد وتقديره{[62665]} .

وسيبويه يقول ( إن ( ليس ) ){[62666]} في هذا جرت مجرى ( ما ) فارتفع ما بعد ( إلا ) كما يرتفع مع ( ما ) .

وقيل التقدير في الآية : إن نظن إلا أنكم تظنون ظنا{[62667]} . وإنما احتيج{[62668]} إلى هذا التقدير لأنه لا يجوز في الكلام : ما ضربت إلا ضربا ، وما ظننت إلا ظنا ، إذ فائدة المصدر فائدة الفعل فكما{[62669]} لا يجوز{[62670]} : ما ضربت إلا ضربت{[62671]} ، وما ظننت إلا ظننت ، كذلك لا يجوز مع المصدر{[62672]} ، فكذلك لا تجوز إن نظن إلا نظن .

وإذا لم يجز مع الفعل لم يجز مع المصدر ، فلا فائدة في المصدر{[62673]} أن يقع بعد حرف الإيجاب وليس قبله اسم ، كما لا فائدة في الفعل أن يقع بعده . فلذلك احتيج إلى تقدير محذوف ليقع بعد الحرف اسم أو فعل قبله اسم .


[62657]:(ح): (ومجازاته).
[62658]:(ح): (أعمالهم حق).
[62659]:(ت): (حيائكم).
[62660]:ساقط من (ت).
[62661]:(ت): (ابن عمر).
[62662]:ساقط من (ح).
[62663]:ساقط من (ح).
[62664]:في طرة (ت).
[62665]:انظر ذلك في مشكل إعراب القرآن 2/663، وإعراب النحاس 4/155، وجامع القرطبي 16/177. وفي الجنى الداني أنها لغة بني تميم 495.
[62666]:لحقه محو في (ح).
[62667]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/663، وفي إعراب النحاس أن قائله هو المبرد 4/155.
[62668]:(ت): احتج.
[62669]:(ح): فكما كان، (وكان) في الطرة.
[62670]:(لا) فوق السطر في (ت).
[62671]:(ح): (ضربة).
[62672]:(ح): المصدر فلا فائدة في المصدر).
[62673]:(ح): المصدر فكذلك.