ثم قال تعالى : { وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة } أي : ويقال لهم يومئذ : وإذا قيل لكم إن وعد الله حق في بعثكم ومجازاتكم{[62657]} على أعمالكم{[62658]} . قلتم مجيبين : ما ندري ما الساعة ، أي : ما ندري ما البعث والجزاء تكذيبا منكم بوعيد الله ووعده وإنكار القدرة على إحيائكم{[62659]} بعد موتكم .
{ إن الظن إلا ظنا } أي : وقلتم ( ما نظن ){[62660]} أن الساعة آتية إلا ظنا .
{ وما نحن بمستيقنين } أنها جائية .
وتقديره في العربية : إن نحن إلا نظن ظنا ونظيره من الكلام ما حكاه ( أبو عمرو ){[62661]} بن العلاء وسيبويه من قولهم : ليس الطيب إلا{[62662]} المسك ، ( على تقدير : ليس إلا الطيب المسك ){[62663]} . هذا مذهب{[62664]} المبرد وتقديره{[62665]} .
وسيبويه يقول ( إن ( ليس ) ){[62666]} في هذا جرت مجرى ( ما ) فارتفع ما بعد ( إلا ) كما يرتفع مع ( ما ) .
وقيل التقدير في الآية : إن نظن إلا أنكم تظنون ظنا{[62667]} . وإنما احتيج{[62668]} إلى هذا التقدير لأنه لا يجوز في الكلام : ما ضربت إلا ضربا ، وما ظننت إلا ظنا ، إذ فائدة المصدر فائدة الفعل فكما{[62669]} لا يجوز{[62670]} : ما ضربت إلا ضربت{[62671]} ، وما ظننت إلا ظننت ، كذلك لا يجوز مع المصدر{[62672]} ، فكذلك لا تجوز إن نظن إلا نظن .
وإذا لم يجز مع الفعل لم يجز مع المصدر ، فلا فائدة في المصدر{[62673]} أن يقع بعد حرف الإيجاب وليس قبله اسم ، كما لا فائدة في الفعل أن يقع بعده . فلذلك احتيج إلى تقدير محذوف ليقع بعد الحرف اسم أو فعل قبله اسم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.