غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱلسَّاعَةُ لَا رَيۡبَ فِيهَا قُلۡتُم مَّا نَدۡرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِينَ} (32)

1

قوله { إن نظن إلا ظناً } قال أبو علي والأخفش : هذا الكلام جار على غير الظاهر ؛ لأن كل من يظن فإنه لا يظن إلا الظن ، فتأويله أن ينوي به التقديم أي ما نحن إلا نظن ظناً . وقال المازني : تقديره إن نظن نحن إلا ظناً منكم أي أنتم شاكون فيما تزعمون وما نحن بمستيقنين أنكم لا تظنون . وقال جار الله : أصله نظن ظناً ومعناه إثبات الظن فحسب . فأدخل أداة الحصر ليفيد إثبات الظن مع نفي ما سواه وأقول : الظن قد يطلق على ما يقرب من العلم ، ولا ريب أن لهذا الرجحان مراتب وكأنهم نفوا كل الظنون إلا الذي لا ثبوت علم فيه ، وأكدوا هذا المعنى بقوله { وما نحن بمستيقنين } .

32

/خ37