تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱلسَّاعَةُ لَا رَيۡبَ فِيهَا قُلۡتُم مَّا نَدۡرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِينَ} (32)

{ وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة } يعني : القيامة { لا ريب فيها } لا شك فيها { قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا } ما نشك إلا شكا { وما نحن بمستيقنين( 32 ) } أن الساعة آتية .

قال محمد : [ ( الساعة ) ترفع وتنصب فمن ]{[1251]} رفع فعلى معنى [ الابتداء ] ، ومن نصبها عطف على ( الوعد ) ، المعنى : إذا قيل : إن وعد الله حق وأن الساعة آتية .

قوله : { إن نظن إلا ظنا } قيل : المعنى : ما نعلم ذلك إلا شكا ولا نستيقنه ؛ لأن الظن قد يكون بمعنى العلم كقوله : { ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها }[ الكهف :53 ] أي : علموا ومثل هذا في الشعر- لم يثبت لأحد- :

فقلت : لهم ظنوا بألفي مدجج *** سراتهم بالفارسي المسرد{[1252]}

وقد يكون الظن أيضا بمعنى الشك .


[1251]:ما بين [ ] طمس في الأصل، وما أثبت لازم لتمام السياق كما في الدر المصون للحلبي (6/132).
[1252]:قائله: دريد بن الصمة كما في (الأصمعيات) (107).