في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

مما لم تعهده الأرض في آنية الفضة . وهي بأحجام مقدرة تقديرا يحقق المتاع والجمال .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

13

المفردات :

آنية : صحاف أو أواني الطعام ، جمع إناء .

أكواب : جمع كوب ، وهو قدح لا عروة له ولا خرطوم .

قوارير : جمع قارورة ، وهي إناء رقيق من الزجاج ، توضع فيه الأشربة .

قدّروها : جعلوا شرابها على قدر الريّ .

التفسير :

15 ، 16- ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير* قوارير من فضة قدّروها تقديرا .

هذه ألوان من النعيم ، وألطاف من الرب الكريم ، فيطوف الخدم عليهم بأوان من فضة ، وأكواب لا عرى لها ولا خراطيم ، ولا مثيل لها في الدنيا ، لأن الأكواب في الدنيا إما أن تكون من فضة ، وإما أن تكون من زجاج ، أما الأكواب في الجنة فمادتها من الفضة ، ومع ذلك فهي في شفافية ( القوارير ) أي الزجاج ، بحيث يرى باطنها من ظاهرها ، وظاهرها من باطنها ، وقد قدّر الشراب والكوب على قدر حاجتهم ، لا يزيد عنها ولا ينقص ، وهذا ألذّ لهم ، أو قدّر الخدم الطائفون عليهم الأكواب والشراب على قدر حاجة أهل الجنة ، بدون زيادة أو نقصان ، أو قدر الله تعالى لهم ذلك بتقديره ، فهو الذي يقول للشيء كن فيكون .

قال ابن عباس :

قدّروها تقديرا . أتوا بها على قدر الحاجة ، لا يفضلون شيئا ، ولا يشتهون بعدها شيئا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

{ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ } أي : مادتها من فضة ، [ وهي ] على صفاء القوارير ، وهذا من أعجب الأشياء ، أن تكون الفضة الكثيفة من صفاء جوهرها وطيب معدنها على صفاء القوارير .

{ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا } أي : قدروا الأواني المذكورة على قدر ريهم ، لا تزيد ولا تنقص ، لأنها لو زادت نقصت لذتها ، ولو نقصت لم تف بريهم{[1310]} . ويحتمل أن المراد : قدرها أهل الجنة بنفوسهم بمقدار يوافق لذاتهم ، فأتتهم على ما قدروا في خواطرهم .


[1310]:- في ب: لم تكفهم لريهم.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

{ ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا . قوارير من فضة } قال المفسرون : أراد بياض الفضة في صفاء القوارير ، فهي من فضة في صفاء الزجاج ، يرى ما في داخلها من خارجها . قال الكلبي : إن الله جعل قوارير كل قوم من تراب أرضهم ، وإن أرض الجنة من فضة ، فجعل منها قوارير يشربون فيها ، { قدروها تقديراً } قدروا الكأس على قدر ريهم لا يزيد ولا ينقص ، أي قدرها لهم السقاة والخدم الذين يطوفون عليهم يقدرونها ثم يسقون .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

{ قوارير من فضة قدروها تقديرا } أي جعلت الأكواب على قدر ريهم وهو ألذ الشراب

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

" قوارير من فضة " أي في صفاء القوارير وبياض الفضة ، فصفاؤها صفاء الزجاج وهي من فضة . وقيل : أرض الجنة من فضة ، والأواني تتخذ من تربة الأرض التي هي منها . ذكره ابن عباس وقال : ليس في الجنة شيء إلا قد أعطيتم في الدنيا شبهه ، إلا القوارير من فضة . وقال : لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى تجعلها مثل جناح الذباب لم تر من ورائها الماء ، ولكن قوارير الجنة مثل الفضة{[15687]} في صفاء القوارير . " قدروها تقديرا " قراءة العامة بفتح القاف والدال ، أي قدرها لهم السقاة الذين يطوفون بها عليهم . قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما : أتوا بها على قدر ريهم ، بغير زيادة ولا نقصان . الكلبى : وذلك ألذ وأشهى ، والمعنى : قدرتها الملائكة التي تطوف عليهم . وعن ابن عباس أيضا : قدروها على ملء الكف لا تزيد ولا تنقص ، حتى لا تؤذيهم بثقل أو بإفراط صغر . وقيل : إن الشاربين قدروا لها مقادير في أنفسهم على ما اشتهوا وقدروا . وقرأ عبيد بن عمير والشعبي وابن سيرين " قدروها " بضم القاف وكسر الدال ، أي جعلت لهم على قدر إرادتهم . وذكر هذه القراءة المهدوي عن علي وابن عباس رضي الله عنهما ، وقال : ومن قرأ " قدروها " فهو راجع إلى معنى القراءة الأخرى ، وكأن الأصل قدروا عليها فحذف الجر ، والمعنى قدرت عليهم ، وأنشد سيبويه{[15688]} :

آليتُ حَبَّ العراق الدَّهْرَ آكُلُهُ *** والحَبُّ يأكله في القرية السُّوسُ

وذهب إلى أن المعنى على حب العراق . وقيل : هذا التقدير هو أن الأقداح تطير فتغترف بمقدار شهوة الشارب ، وذلك قوله تعالى : " قدروها تقديرا " أي لا يفضل عن الري لا ينقص منه ، فقد ألهمت الأقداح معرفة مقدار ري المشتهى حتى تغترف بذلك المقدار . ذكر هذا القول الترمذي الحكيم في " نوادر الأصول " .


[15687]:أي في بياضها.
[15688]:قائله المتلمس. ويروى: أطعمه. والرواية الصحيحة في "آليت" بالفتح لأنه يخاطب عمرو بن هند الملك، وكان قد أقسم ألا يطعم المتلمس حب العراق. فقال له المتلمس مستهزئا آليت على حب العراق لا أطعمه، وقد وجدت منه بالشام ما يغني عما عندك، فمنه هناك كثير، بحيث يأكله السوس. وأراد بالقرية الشام.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

ولما كان هذا رأس آية ، وكان التعبير بالقارورة ربما أفهم {[70663]}أو أوهم{[70664]} أنها من الزجاج ، وكان في الزجاج من النقص سرعة الانكسار لإفراط الصلابة ، قال معيداً للفظ أول الآية الثانية ، تأكيداً للاتصاف بالصالح من أوصاف الزجاج وبياناً لنوعها : { قواريراً من فضة } أي فجمعت صفتي الجوهرين المتباينين : صفاء الزجاج وشفوفه{[70665]} وبريقه وبياض الفضة وشرفها ولينها ، وقراءة من نوّن الاثنين صارفاً ما من حقه المنع مشيرة إلى عظمتها وامتداد {[70666]}كثرتها وعلوها{[70667]} في الفضل والشرف ، وقراءة ابن كثير في الاقتصار على تنوين الأول للتنبيه على أنه رأس آية والثاني أول{[70668]} التي بعدها مع إفهام العظمة لأن الثاني إعادة للأول لما تقدم من الإفادة ، فكأنه منون ، ووقف أبو عمرو{[70669]} على الأول بالألف مع المنع من الصرف لأن ذلك كاف في الدلالة على أنه {[70670]}رأس آية{[70671]} .

ولما كان الإنسان لا يحب أن يكون الإناء ولا ما فيه من مأكول أو مشروب زائداً عن حاجته ولا ناقصاً عنها قال : { قدروها } أي في الذات والصفات { تقديراً * } أي على مقادير الاحتياج من غير زيادة ولا نقص لأن ما{[70672]} أراد كل منهم كان ، لا كلفة ولا كدر ولا نقص .


[70663]:من ظ و م، وفي الأصل: أراهم.
[70664]:من ظ و م، وفي الأصل: أراهم.
[70665]:زيد من ظ.
[70666]:من ظ و م، وفي الأصل: علوها وكثرتها.
[70667]:من ظ و م، وفي الأصل: علوها وكثرتها.
[70668]:زيد في الأصل: الآية، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70669]:من ظ و م، وفي الأصل: أبي عمرو.
[70670]:من ظ و م، وفي الأصل: رأيه.
[70671]:من ظ و م، وفي الأصل: رأيه.
[70672]:زيد في الأصل: كل، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا} (16)

قوله : { كانت قواريرا 15 قواريرا من فضة } وصف الآنية والأكواب ببياض الفضة في صفاء القوارير وهي من الزجاج .

قوله : { قدّروها تقديرا } يعني قدرها لهم السّقاة الذين يطوفون بها عليهم فكانت على قدر شربهم وما يرتوون منه من غير زيادة ولا نقصان .