في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (43)

21

ويقرر من غير شك ولا ريبة أن هؤلاء الشركاء ليس لهم من الأمر شيء ، وليس لهم شأن لا في دنيا ولا في آخرة ، وأن المرد لله وحده ، وأن المسرفين المتجاوزين للحد في الادعاء سيكونون أهل النار :

لا جرم أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة . وأن مردنا إلى الله . وأن المسرفين هم أصحاب النار .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (43)

{ لا جرم } حقا { أنما تدعونني إليه ليس له دعوة } إجابة دعوة أي لا يستجيب لأحد { في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا } مرجعنا { إلى الله }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (43)

" لا جرم " تقدم الكلام فيه{[13381]} ، ومعناه حقا . " أنما تدعونني إليه " " ما " بمعنى الذي " ليس له دعوة " قال الزجاج : ليس له استجابة دعوة تنفع . وقال غيره : ليس له دعوة توجب له الألوهية " في الدنيا ولا في الآخرة " وقال الكلبي : ليس له شفاعة في الدنيا ولا في الآخرة . وكان فرعون أولا يدعو الناس إلى عبادة الأصنام ، ثم دعاهم إلى عبادة البقر ، فكانت تعبد ما كانت شابة ، فإذا هرمت أمر بذبحها ، ثم دعا بأخرى لتعبد ، ثم لما طال عليه الزمان قال أنا ربكم الأعلى . " وأن المسرفين هم أصحاب النار " قال قتادة وابن سيرين يعني المشركين . وقال مجاهد والشعبي : هم السفهاء والسفاكون للدماء بغير حقها . وقال عكرمة : الجبارون والمتكبرون . وقيل : هم الذي تعدوا حدود الله . وهذا جامع لما ذكر . و " أن " في المواضع في موضع نصب بإسقاط حرف الجر . وعلى ما حكاه سيبويه عن الخليل من أن " لا جرم " رد لكلام يجوز أن يكون موضع " أن " رفعا على تقدير وجب أن ما تدعونني إليه ، كأنه قال : وجب بطلان ما تدعونني إليه ، والمرد إلى الله ، وكون المسرفين هم أصحاب النار .


[13381]:راجع ج 9 ص 20 طبعة أولى أو ثانية.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (43)

{ لا جرم } أي : لابد ولا شك .

{ ليس له دعوة } قال ابن عطية : ليس له قدر ولا حق ، يجب أن يدعى إليه كأنه قال : أتدعونني إلى عبادة ما لا خطر في الدنيا ، ولا في الآخرة ، ويحتمل اللفظ أن يكون معناه : ليس له دعوة قائمة أي : لا يدعى أحد إلى عبادته .