غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (43)

23

قوله { لا جرم } لا ردّ لكلامهم ، وجرم بمعنى كسب أو وجب أو لا بد وقد سبق في " هود " و " النحل " . ومعنى { ليس له دعوة } أنه لا يقدر في الدنيا على أن يدعو الناس إلى نفسه لأنه جماد ، ولا في الآخرة لأنه إذا أنطقه الله فيها تبرأ من عابديه . ويجوز أن يكون على حذف المضاف أي ليس له استجابة دعوة كقوله

{ والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء } [ الرعد : 14 ] عن قتادة : المسرفين هم المشركون . ومجاهد : السفاكون للدماء بغير حلها . وقيل : الذين غلب شرهم خيرهم . وقيل : الذين جاوزوا في المعصية حدّ الاعتدال كما بالدوام والإصرار وكيفا بالشناعة وخلع العذار .

/خ50