وقوله : { لا جرم } رد لما دعوه إليه وجرم فعل بمعنى حق وفاعله { أنما } أي : الذي { تدعونني إليه } من هذه الأنداد { ليس له دعوة } بوجه من الوجوه فإنه لا إدراك له هذا إن أريد ما لا يعقل وإن أريد شيء مما يعقل فلا دعوة له مقبولة بوجه فإنه لا يقوم عليها دليل بل ولا شبهة موهمة { في الدنيا } أي : التي هي محل الأسباب الظاهرة { ولا في الآخرة } أي : ليس له استجابة دعوة فيهما فسمى استجابة الدعوة دعوة إطلاقاً لاسم أحد المتضايفين على الآخر كقوله تعالى { وجزاء سيئة سيئة مثلها } ( الشورى : 40 ) وكقولهم : «كما تدين تدان » ، وقيل : ليس له دعوة أي : عبادة في الدنيا لأن الأوثان لا تدعي الربوبية ولا تدعو إلى عبادتها وفي الآخرة تتبرأ من عابديها ثم قال : { وأن مردنا } أي : مرجعنا { إلى الله } أي : الذي له الإحاطة بصفات الكمال فيجازي كل أحد بما يستحقه { وأن المسرفين } أي : المجاوزين للحدود العريقين في هذا الوصف ، قال قتادة : وهم المشركون لقوله تعالى : { هم } أي : خاصة { أصحاب النار } أي : ملازموها ، وعن مجاهد : هم السفاكون للدماء بغير حلها ، وقيل : الذين غلب شرهم هم المسرفون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.