تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (43)

36

المفردات :

لا جرم : حق وثبت ، أو لا محالة .

ليس له دعوة : مستجابة أو استجابة دعوة .

مردنا إلى الله : رجوعنا بعد الموت إليه تعالى .

المسرفين : المجاوزين الحدّ .

التفسير :

43- { لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار } .

أي : حقّ وثبت وصحّ عقلا وواقعا أن الذي تدعونني إليه من عبادة الأوثان ليس له أي دعوة مستجابة ، فلا يجيب داعيه لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لأنه جماد لا يسمع ولا يبصر ، ولا ينفع ولا يضر .

{ وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار } .

وأن مرجعنا إلى الله تعالى يوم القيامة ، حيث يكون الجزاء الحسن للطائعين العابدين المخلصين ، أما من أسرف في المعاصي وأشرك بالله ، وتعدّى حدود الله ، وانغمس في الشرك والوثنية ، فإنه من أصحاب النار ، الخالدين فيها بإسرافهم .

وفي معنى الآية قوله تعالى : { إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير } . ( فاطر : 14 ) .

وقوله سبحانه : { ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين } . ( الأحقاف : 6 ، 5 ) .