النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (43)

قوله عز وجل : { لا جَرَمَ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : معناه : لا بد ، قاله المفضل .

الثاني : معناه : لقد حق واستحق ، قاله المبرد .

الثالث : أنه لا يكون إلا جواباً كقول القائل : فعلوا كذا ، فيقول المجيب : لا جرم أنهم سيندمون ، قاله الخليل .

{ أن ما تدعونني إليه } أي من عبادة ما تعبدون من دون الله .

{ ليس له دعوةٌ في الدنيا ولا في الآخرة } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : لا يستجيب لأحد في الدنيا ولا في الآخرة ، قاله السدي .

الثاني : لا ينفع ولا يضر في الدنيا ولا في الآخرة ، قاله قتادة .

الثالث : ليس له شفاعة في الدنيا ولا في الآخرة ، قاله الكلبي .

{ وأن مردنا إلى الله } أي مرجعنا بعد الموت إلى الله ليجازينا على أفعالنا .

{ وأن المسرفين هم أصحاب النار } فيهم قولان :

أحدهما : يعني المشركين ، قاله قتادة .

الثاني : يعني السفاكين للدماء بغير حق{[2418]} ، قاله الشعبي ، وقال مجاهد : سمى الله القتل سرفاً .


[2418]:في ع بغير حقها وهناك قول ثالث أن المسرفين هم الجبارون والمتكبرون، قاله عكرمة.