تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} (5)

{ سَلَامٌ هِيَ } أي : سالمة من كل آفة وشر ، وذلك لكثرة خيرها ، { حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } أي : مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر{[1463]} .

وقد تواترت الأحاديث في فضلها ، وأنها في رمضان ، وفي العشر الأواخر منه ، خصوصًا في أوتاره ، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة .

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف ، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان ، رجاء ليلة القدر [ والله أعلم ] .


[1463]:- كذا في ب، وفي أ: تنتهي من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} (5)

قوله : { سلام هي حتى مطلع الفجر } هي في محل رفع مبتدإ . سلام خبر مقدم {[4840]} . والمعنى : إن ليلة القدر بفضلها وبركتها سلام من الشر كله ، من أول الليلة إلى طلوع فجرها ، فهي خير كلها إلى مطلع فجرها .

وقد اختلف العلماء في تعيين ليلة القدر . والذي عليه أكثرهم أنها ليلة سبع وعشرين . ومن علامات هذه الليلة المباركة أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها .

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في ليلة القدر : " إن من أماراتها أنها ليلة سمحة بلجة ، لا حارة ولا باردة ، تطلع الشمس صبيحيتها ليس لها شعاع " .

وفي الصحيحين في فضلها : " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه " ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صلى صلاة المغرب والعشاء الآخرة من ليلة القدر في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر " ، وقالت عائشة ( رضي الله عنها ) : قلت : يا رسول الله ، إن وافقت ليلة القدر فما أقول ؟ قال : " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " {[4841]} .


[4840]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 524.
[4841]:تفسير الطبري جـ 30 ص 167- 168 والكشاف جـ 4 ص 273 وتفسير القرطبي جـ 20 ص 129- 138 وتفسير الرازي جـ 32 ص 25.