تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ} (23)

{ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } أي : تنظر إلى ربها{[1296]}  على حسب مراتبهم : منهم من ينظره كل يوم بكرة وعشيا ، ومنهم من ينظره كل جمعة مرة واحدة ، فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم ، وجماله الباهر ، الذي ليس كمثله شيء ، فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم وحصل لهم من اللذة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه ، ونضرت وجوههم فازدادوا جمالا إلى جمالهم ، فنسأل الله الكريم أن يجعلنا معهم .


[1296]:- في ب: أي ينظرون إلى ربهم.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ} (23)

{ إلى ربها ناظرة } هذا من النظر بالعين ، وهو نص في نظر المؤمنين إلى الله تعالى في الآخرة وهو مذهب أهل السنة ، وأنكره المعتزلة وتأولوا ناظرة بأن معناها منتظرة ، وهذا باطل لأن نظر بمعنى : انتظر يتعدى بغير حرف جر ، تقول نظرتك أي : انتظرتك ، وأما المتعدي بإلى فهو من نظر العين ، ومنه قوله : { ومنهم من ينظر إليك } [ يونس : 43 ] وقال بعضهم : إلى هنا ليست بحرف الجر ، وإنما هي واحد الآلاء بمعنى النعم وهذا تكلف في غاية البعد ، وتأوله الزمخشري بأن معناه كقول الناس : فلان ناظر إلى فلان إذا كان يرتجيه ويتعلق به وهذا بعيد وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في النظر إلى الله أحاديث صحيحة مستفيضة صريحة المعنى لا تحتمل التأويل فهي تفسير للآية .