الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ} (23)

- ثم قال : ( إلى ربها ناظرة )

أي : تنظر إلى بها . قتل عكرمة : " تنظر إلى ربها نظرا " {[71961]} .

قال الحسن : ( وجوه يومئذ ناضرة ) {[71962]} : " أي حسنة : ( إلى ربها ناظرة ) : قال {[71963]} : تنظر إلى الخالق ، وحق ( لها ) {[71964]} أن [ تنضر ] {[71965]} وهي [ تنظر ] {[71966]} إلى الخالق " {[71967]} .

وقال عطية العوفي {[71968]} : هي تنظر إلى الله –جل وعز- لا تحيط أبصارهم به من عظمته ويحيط بهم ، ( لا تدركه ا لا بصار وهو يدرك الابصار ) {[71969]} .

[ وقد ] {[71970]} قال بعض أهل البدع : إنه بمعنى منتظرة إلى ثواب ربها {[71971]} ، وهذا خطأ في العربية ، [ ( لا ) {[71972]} يقال ] {[71973]} : " نظرت إليه " بمعنى انتظرته ، وإنما يقال : " نظرته " بمعنى انتظرته {[71974]} . وأيضا فإنه لا يجوز " انتظرت زيدا " بمعنى [ انتظرت ] {[71975]} عطاءه أو غلامه أو ثوابه أو نحوه لأن فيه تغيير المعاني وإبطال الخطاب . وأيضا ، فإن النظر إنما يضاف إلى الوجوه والانتظار ( إنما ) {[71976]} يضاف إلى القلوب فر يجوز أن يقال {[71977]} : " [ وجهي ] {[71978]}منتظر لك " {[71979]} .

فلما أتى النص بإضافة النظر إلى الوجوه ، لم يجز أن يتأول {[71980]} فيه معنى الانتظار ، و لو قال : " قلوب يومئذ ناضرة {[71981]} إلى ربها ناظرة " ، لحسن كونه بمعنى الانتظار لإضافته إلى القلوب . قال الحسن في الآية : نضرت {[71982]} إلى الله [ فنضرت ] {[71983]} من نوره أي {[71984]} : نعمة من نور ه .

و قد روى عبادة بن الصامت {[71985]} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إني حدثتكم عن المسيح الدجال ، إنه قصير أفحج {[71986]} جعد أعور {[71987]} [ مطموس ] {[71988]} عين اليسرى ، ليست بناتئة ولا حجراء {[71989]} فإن التبس {[71990]} عليكم فاعلموا أن ربكم-عز وجل- / ليس بأعور ، وإنكم لن تروا ربكم جل ذكره حتى تموتوا " {[71991]} .

وقد ( استدل ) {[71992]} من أنكر النظر بإضافة النظر إلى الوجه ، قال : والعين لا تسمى وجها . و قد [ أضاف ] {[71993]} النظر إلى الوجه {[71994]} . وهذا غلط ظاهر ، لأن العرب من لغتها أن تسمي الشيء ( باسم ) {[71995]} الشيء إذا قرب منه وجاوره ، وقد قال تعالى : ( وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية ) {[71996]} ، والسعي للأقدام ، وقد أضاف السعي [ للوجوه ] {[71997]} ، وهو أبعد من الأقدام من العين إلى الوجه ، فإذا جاز أن يضاف سعي الأبدان والأقدام إلى [ الوجوه ] {[71998]} لالتباس الوجوه بها –كان ( إضافة ) {[71999]} النظر إلى [ الوجه ] {[72000]}- يراد به العين –أو جز وأحسن لأن العين في الوجه ، و هي من جملة الوجه . وهذا سائغ {[72001]} جائز في اللغة وفي كثير من القرآن {[72002]} . [ وأحاديث ] {[72003]} تصحيح {[72004]} النظر إلى الله جل ذكره في الآخرة كثير أشهر من أن تذكر ههنا {[72005]} . ويدل على تصححي جواز ذلك -من القرآن والنظر- قوله تعالى- حكاية عن موسى عليه السلام - : ( قال رب ارني أ نظر إليك ) {[72006]} . ففي سؤاله {[72007]} النظر دليل على جوازه ، لأن موسى لا يمكن أن يسأل ما لا يجوز وما يستحيل ، فأعلمه الله أنه لا يراه في الدنيا أحد .

فأما قوله تعالى : ( لا تدركه الابصار ) {[72008]} ، فمعناه : لا تحيط به {[72009]} . ومن قال : إن معناه : لا تراه {[72010]} ، فقد [ غلط ] {[72011]} لأنه يلزم أن يكون ( معنى ) {[72012]} : ( حتى إذا أدركه الغرق ) {[72013]} : إذا رآه ، وذلك محال ! غنما معناه إذا أحاط {[72014]} به . وكذلك يلزمه أن يكون معنى ( إنا لمدركون ) {[72015]} : إنا [ لمرئيون ] {[72016]} ، ولم يخافوا ا ، يراهم قوم فرعون ، إنما أن يحيطوا بهم {[72017]} ، فالمعنى : إنا لم حاط بنا ، وكذلك يلزمهم أن يكون معنى : ( لا تخاف دركا ) {[72018]} : ( لا تخاف ) {[72019]} رؤية ، وهذا محال ، لم يؤمنه الله من رؤية آل {[72020]} فرعون له ، إنما أمنه من إحاطتهم به و بمن {[72021]} معه واستعلائهم {[72022]} عليهم {[72023]} ، فالمعنى في الآية {[72024]} : لا تحيط به الابصار في الدنيا ولا في الآخرة و معنى : ( لن تراني ) {[72025]} أي : لن تراني في الدنيا ، فالإحاطة به منفية ، والرؤية له في الآخرة غير منفية . كما أن قوله ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) {[72026]} لا يكون نفيا عن أن يعلموا ، فكما الإحاطة تدل على نفي العلم ، كذلك بقي الإدراك لا يدل على نفي الرؤية {[72027]} .

وكما {[72028]} جاز أن يعلم الخلق أشياء ولا يحيطون بها {[72029]} علما ، كذلك جاز أن يروا ربهم ولا تحيط {[72030]} به أبصارهم ، فمعنى {[72031]} الرؤية غير معنى الإدراك . فلذلك ، لا يجوز أن يكون معنى ( لا تدركه الابصار ) لا تراه .

و [ قد ] {[72032]} قيل : معنى ( لا تدركه الابصار ) أي : في الدنيا {[72033]} ، على أن يكون ( ندركه ) بمعنى ، تراه ، وتدركه في الآخرة أي : تراه ، بدلالة قوله : ( إلى ربها ناظرة ) ، وبدلالة قوله : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) {[72034]} . وهذا من أدل ما يكون من ال نص على جواز الرؤية لأن المؤمنين لابد أن يكونوا في الآخرة إما محجوبين [ عن الرؤية ] {[72035]} أو غير محجوبين ، [ فإن كانوا محجوبين ] {[72036]} فلا فرق {[72037]} بينهم وبين الكفار الذين حكى الله عنه أنهم محجوبون في الآخرة ، ولا {[72038]} فائدة في إعلام الله لنا أن الكفار محجوبون عنه ، إذ الكل محجوبون فلا بد أن يكون المؤمنون غير محجوبين عن رؤيته بخلاف حال الكفار {[72039]} وقيل {[72040]} : معنى : ( لا تدركه الابصار ) أي : بالنهاية والإحاطة . فأما الرؤية فنعم {[72041]} . وقيل : معنى ( لا تدركه الابصار ) كإدراكه خلقه ، لأن أبصارهم ضعيفة {[72042]} . وقيل المعنى : لا تدركه في الدنيا ولا في الآخرة ، أي : أبصار الخلق التي خلق الله [ فيهم ] {[72043]} لا يرونه بها {[72044]} ، و لكن يحدث لهم تعالى {[72045]} في الآخرة [ حاسة ] {[72046]} سادسة يرونه بها {[72047]} . وهذه دعوى لا دليل يصح بها {[72048]} من أثر ولا نظر . والله قادر على كل شيء {[72049]} .

وقد روى جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنكم ترون ر بكم يوم القيامة كما ترون هذا-يعني القمر- لا تضامون في رؤيته " {[72050]} وفي بض الرواية : " لا تضرون في رؤيته " {[72051]} وفي بعضها : " كما ترون الشمس في غير سحاب " {[72052]} وفي بعضها : " كما ترون الشمس نصف النهار وليس في السماء سحابة " {[72053]} وفي بعضها : " كما ترون القمر ليلة البدر وليس في السماء سحابة " {[72054]} .

وقد {[72055]} ذكر النحاس في تضارون " و " تضامون " و اختلاف ألفاظهما ومعانيهما ثمانية أوجه :

" تضارون " /و " تضامون " مضمون الأول مخففا ، قال : ويجوز " تضارَُن " ( و ) {[72056]} " تضامُّون " {[72057]} مضموم الأول مشددا ، قال : ويجوز " تضامُّون " مفتوح الأول مشددا ، واصله : " تتضامون " ، ( ثم حذفت إحدى التاءين ك ( تفرَّقوا ) {[72058]} . و ( تسَّاءلون ) {[72059]} قال : ويجوز " تضامون " مفتوح الأول مشدد ) {[72060]} الضاد والميم على أن تدغم التاء الثانية في [ الضاد ] {[72061]} ، كما قال : : ( تظاهرون ) {[72062]} ، وذلك يجوز " تضامون " و " تضارون " على ذلك ، التقدير في الحذف والإدغام {[72063]} .

والرواية فيها بالتخفيف {[72064]} ومعناه : لا ينالكم عند رؤيتكم ضير ولا ضيم {[72065]} .

ومن رواه مشددا {[72066]} مضموم الأول فمعناه {[72067]} : لا يضار بعضكم بعضا في الرؤية ، ولا يضام بعضكم بعضا كما تفعلون في رؤية الهلال في الدنيا إذا [ ازدحمتم ] {[72068]} لرؤيته {[72069]} .


[71961]:- جامع البيان 29/192 وأخرجه أيضا عن إسماعيل بن أبي خالد، وأشياخ من أهل الكوفة.
[71962]:- أ: ناظرة.
[71963]:- أ: وقال.
[71964]:- ساقط من أ.
[71965]:- م، أ: تنظر. ث: ينظر. يقال نضر وجهه ينضر فهو ناضر... والنّضرة الحسن كالنَّضَارة... والنَّضْرُ والنَّضير: الذهب لنضارته. انظر المفردات للراغب: 517 (نضر).
[71966]:- ساقط من م.
[71967]:- جامع البيان 29/192.
[71968]:- هو عطية بن سعد بن جُنَادة العوفي الجدلي القيسي الكوفي أبو الحسن، روى عن أبي هريرة وابن عباس وعنه الأعمش، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، تُكلِّم فيه. (ت 111ﻫ). انظر ميزان الاعتدال 3/79 وتهذيب التهذيب 7/224.
[71969]:- الأنعام: 103 وانظر جامع البيان 29/192.
[71970]:- زيادة من أ.
[71971]:- يفرق الطبرسي في مجمع البيان 10/601-2 بين من يقول إنه بمعنى: "منتظرة لثواب ربها" يعديه باللام على أنه بمعنى الانتظار 10/602 وبين من يقول إنه بمعنى "ناظرة إلى ثواب ربها" يعديه "بإلى " على أنه بمعنى النظر 10/601. وأما ما ذكره مكي فإنه وجه ثالث غير هذين، وهو قريب من القول الأول. وقد حكى الطبري القول الأول عن مجاهد ولفظه" تنتظر الثواب من ربها". وأبي صالح، ولفظه: "تنتظر الثواب" انظر جامع البيان 29/192-93. والطبرسي عن مجاهد والحسن وابن جبير والضحاك قال: "وهو المروي عن علي عليه السلام" ولفظه "منتظرة لثواب ربها" وفي رواية عند الطبري عن مجاهد أنه زاد: "لا يراه من خلفه شيء". قال القرطبي في تفسيره: 19/108 عن هذا المذهب: "وليس معروفا إلا عن مجاهد وحده" وقد قال الأخفش في معانيه 2/721 بنحو قول مجاهد، ويؤكده ما جاء في ص 524 من كتابه أنه يميل إلى القول بعدم الرؤية. والمقصود عند مكي "بأهل البدع": المعتزلة. وانظر مذهبهم في متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار المعتزلي 2/673-74. وتفسير الخازن 7/155 حيث حكى هذا القول أيضا عن الخوارج وبعض المرجئة.
[71972]:- ساقط من أ.
[71973]:- م: قال لا يقال.
[71974]:- حكاه القرطبي في تفسيره 19/109 بنحوه على الثعلبي والازهري وانظر مفردات الراغب: 519 (نظر).
[71975]:- ساقط من م.
[71976]:- ساقط من ث.
[71977]:- ث: بقول.
[71978]:- م: وجه.
[71979]:- انظر روح المعاني 29/183.
[71980]:- ث: يتناول.
[71981]:- ناظرة.
[71982]:- أ، ث: نظرة.
[71983]:- م، ث: فنضرت. أ: نظرة.
[71984]:- أ: الى.
[71985]:- انظر ترجمته في ص 127ﻫ.
[71986]:- في جامع الأصول 10/358: "الفحج: تباعد ما بين الفخذين، والرجل أفحج". وانظره أيضا في الفتح 13/97 قال: "وقيل الفحج تداني صدور القدمين مع تباعد العقبين. وقيل هو الذي في رجله اعوجاج" ا. ﻫ بتصرف.
[71987]:- ث: جعدا عور.
[71988]:- م: مضموس، أ: مطمر من.
[71989]:- أ: حجراء. وهو صحيح أيضا ففي جامع الأصول 10/358 "عين حجراء أي: غائرة مختفية كأنها قد انجحرت أي: دخلت في جحر وهو التقب، قال الهروي: وأقرأ نيه الأزهري جخراء –بالجيم والخاء معجمة- وأنكره بالجاء المهملة، قال: معناه: الضيقة فيها رمص وغمص". وفي الفتح 13/97: "ولا جحراء" –بفتح الجيم وسكون المهملة ممدود- أي عميقة، وبتقديم الحاء، أي ليست متصلبة". وانظر اللسان: جحر وحجر.
[71990]:- ث: التمس.
[71991]:- أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم، باب خروج الدجال ح: 4320 بنحو هذا اللفظ عن عبادة. وبنحوه أيضا أخرجه أحمد في المسند 5/324. وله شواهد في الصحيح انظر: شرح النووي على مسلم 18/60 والفتح 13/90.
[71992]:- ساقط من ث.
[71993]:- م: أخاف.
[71994]:- انظر متشابه القرآن للقاضي 2/674.
[71995]:- ساقط من ث.
[71996]:- الغاشية: 8، 9.
[71997]:- م: للوجه.
[71998]:- م: الوجه.
[71999]:- ساقط من آ.
[72000]:- م: الوجوه.
[72001]:- أ: شائع.
[72002]:- أ: وكثير في القرآن. وانظر تفصيل هذه المعاني في مبحث الحذف من كتاب البرهان للزركشي 3/102.
[72003]:- م: واما حديث.
[72004]:- أ: تصحح.
[72005]:- انظر تفصيل ذلك في مصابيح السنة 3/568-69 وشرح النووي على مسلم 3/5-20 والفتح 13/419-34 وجامع الأصول 10/557-63 وتفسير ابن كثير 4/479.
[72006]:- الأعراف: 143.
[72007]:- ث: سؤله.
[72008]:- الأنعام: 103، وانظر ما قاله مكي في معانيها في الجزء الذي حققه ذ. بوقسيمي 2/404-6. وقد ذكر فيه نحوا مما قاله هنا.
[72009]:- ذكر مكي هذا المعنى عن ابن عباس في تفسير آية الأنعام 2/404. وانظره في جامع البيان 7/299 وفي مفردات الراغب 170 (درك): "أدرك: بلغ أقصى الشيء".
[72010]:- ذكره مكي في تفسير آية الأنعام 2/404 عن المعتزلة القدرية، وانظر متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار 1/255.
[72011]:- م: غلظ. ساقط من أ.
[72012]:- ساقط من أ.
[72013]:- يونس: 90. وانظر معناها في تفسير مكي، الجزء الذي حققه ذ. حنشي 1/90-91.
[72014]:- ث: إذا حاط.
[72015]:- الشعراء: 61 وانظر تفسيرها في تفسير مكي، الجزء الذي حققه ذ. جوليد 1/267.
[72016]:- م: لمدينون، ث: لمربيون.
[72017]:- ث: يحيط.
[72018]:- طه: 77
[72019]:- ساقط من ث.
[72020]:- ث: الى.
[72021]:- أ، ث: ويمن.
[72022]:- أ: واسلاقائهم.
[72023]:- أ: علينا. وانظر معنى الآية في تفسير مكي الجزء الذي حققه ذ. أصبان 1/214.
[72024]:- أي قوله تعالى {لا تدركه الأبصار} الأنعام 103..
[72025]:- في قوله تعالى {قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني}. الأعراف: 143
[72026]:- البقرة: 255. ولم يذكر مكي في تفسيره لهذه الآية شيئا عن الإحاطة. انظر الجزء الذي حققه ذ. زارة 3/684.
[72027]:- كأنه يريد أن الإحاطة ليست شرطا في تحقق العلم وأن الإدراك ليس شرطا في تحقق الرؤية ولعل الأنسب أن يقال: "فكما أن عدم الإحاطة لا يدل على نفي العلم كذلك بقي عدم الإحاطة لا يدل على نفي الرؤية، والله أعلم.
[72028]:- أ: فكما.
[72029]:- أ: به (تحريف).
[72030]:- أ: يحيط.
[72031]:- ث: فالمعنى.
[72032]:- زيادة من أ.
[72033]:- حكاه مكي في تفسير آية الأنعام: 103 عن السدي. وأشار محققه 2/405 هامش (10) إلى أن رواية الطبري عن السدي جاءت بلفظ عام لا يحدد الرؤية بزمن معين ثم قال: "إن الطبري ساق بعده روايات أربع لقول عائشة في عموم عدم رؤية الله تعالى" أ. ﻫ. وقد صحت الرواية عن عائشة في عدم الرؤية إلا أن العلماء إنما يوردونها في باب الخلاف حول رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربّه ليلة الإسراء، وأما غير ذلك فقد قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد: 221: "أهل قبلتنا من الصحابة والتابعات والتابعين ومن بعدهم إلى من شاهدنا من العلماء من أهل عصرنا لم يختلفوا، ولم يشكوا ولم يرتابوا أن جميع المؤمنين يرون خالقهم يوم القيامة عيانا، وإنما اختلف العلماء هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم خالقه عز وجل قبل نزول المنية بالنبي صلى الله عليه وسلم لا أنهم اختلفوا في رؤية المؤمنين خالقهم يوم القيامة". وانظر المحرر 6/122 حيث حكى الإجماع أيضا. وانظر تفصيل القول في توجيه مذهب عائشة رضي الله عنها في هذه المسألة في شرح النووي على مسلم ¾ وما بعدها. والفتح 8/606 وما بعدها.
[72034]:- المطففين: 15 وانظر تفسيرها في ص: 608 وما بعدها من هذا التفسير.
[72035]:- زيادة من أ، ث.
[72036]:- ساقط من م.
[72037]:- ث: فما الفرق.
[72038]:- أ: فلا.
[72039]:- أ: الكافر.
[72040]:- أ: وقد قيل.
[72041]:- حكى الطبري هذا القول والذي يليه في جامع البيان 7/32 عن بعض أهل التأويل ولم يسمهم على أنهم يجيزون ذلك.
[72042]:- حكى الطبري هذا القول والذي يليه في جامع البيان 7/32 عن بعض أهل التأويل ولم يسمهم على أنهم يجيزون ذلك.
[72043]:- م: بهم.
[72044]:- ث: فيها.
[72045]:- أ: يحدث تعالى لهم.
[72046]:- م: حاسنة.
[72047]:- حكاه الطبري في جامع البيان 7/32 عن بعض أهل التأويل ولم يسمهم.
[72048]:- أ: بصحتها، ث: يصحها.
[72049]:- انظر إعراب النحاس 5/88 والمحرر 6/123.
[72050]:- أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ح: 7434 عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه ولفظه "كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ولا تُضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا". وأخرجه مسلم في كتاب المساجد، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما وانظر جامع الأصول 10/557-58 وكتاب التوحيد لابن خزيمة 167-71.
[72051]:- أخرجه ابن خزيمة بهذا اللفظ عن أبي هريرة قال: "قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا؟ قال:: بلى، أليس ترون القمر ليلة البدر؟ قال: فو الله لترونّه كما ترون القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته". انظر كتاب التوحيد: 170-71. وفي رواية البخاري ح: 7437 عن أبي هريرة من حديث طويل أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تضارّون في القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يا رسول الله، قال: فهل تضارّون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا: لا يا رسول الله ؟ قال: فإنكم ترونه كذلك"، ثم ذكر الحديث. وقد أخرجه أيضا في كتاب الرقاق باب: الصراط جسر جهنم ح: 6573.
[72052]:- لم أجده بهذا اللفظ لكن يدل على معناه ما جاء في رواية البخاري السابقة.
[72053]:- لم أجده بهذا اللفظ لكن يدل على معناه ما جاء في رواية ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري وفيها "... قال: تُضامون في رؤية الشمس في الظهيرة في غير سحاب ؟ الحديث" انظر: سنن ابن ماجه، المقدمة ح: 179، وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد: 169 عن أبي سعيد وفيه: "... هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة من غير سحاب..." الحديث.
[72054]:-لم أجده أيضا ويشهد لمعناه ما جاء في رواية ابن ماجه وابن خزيمة السابقتين "... قال: فتُضارّون في رؤية القمر ليلة البدر في غير سحاب؟ ..." وهذا لفظ ابن ماجه، ولفظ ابن خزيمة: "هل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب...".
[72055]:- ث: قد.
[72056]:- ساقط من أ.
[72057]:- أ: تضامون تضارون.
[72058]:- من قوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا.. الآية} آل عمران 103.
[72059]:- من قوله تعالى: {... واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام... الآية} النساء 1.
[72060]:- ما بين قوسين (ثم حذفت – مشدد) ساقط من ث.
[72061]:- م: الصاد. وإلى هنا انتهى ما جاء في إعراب النحاس 5/91 وإنما ذكر فيه ستة أوجه فقط هي تُضارُون وتُضامُون وتُضارّون وتُضامّون وتَضامّون وتَضارّون" فيبقى أحد احتمالين: إما لأن النحاس ذكر الوجهين الذين تبقيا في موضع آخر، وإما أن مكيا ذكر الوجهين فيما بعد قياسا على كلام النحاس وهذا هو الظاهر –والله أعلم- يدلي عليه أنه كان يقدم لكل الوجوه الستة بقوله "قال" أي النحاس إلا الوجهين الأخيرين فإنه ذكرهما بصيغة تدل على القياس.
[72062]:- من قوله تعالى: {... وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تَظّاهرون عليهم بالاثم والعدوان} الآية (البقرة: 85).
[72063]:- أ، ث: أو الادغام.
[72064]:- يعني أن الذي وردت به الرواية من هذه الوجوه هو التخفيف، وهذا إنما هو فيما يخص "تُضامُون". فقال ابن حجر في الفتح 13/427: "إنه بضم الأول وتخفيف الميم للأكثر" وانظر ص 311ﻫ (11) من هذا التفسير وأما "تُضَارون" فقد ورد بالتخفيف والتشديد عند البخاري انظر جامع الأصول 10/439-40 والفتح 11/446..
[72065]:- أ، ث: ضيم ولا ضير.
[72066]:- ث: مشدد.
[72067]:- أ: ومعناه، ث: فمعنى.
[72068]:- م: ارد حمتم.
[72069]:- انظر جامع الأصول 10/439-40 والفتح 11/446.