تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا } خص المذكورين لتأكد حقهم وتقديم برهم ، ثم عمم الدعاء ، فقال : { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا } أي : خسارا ودمارا وهلاكا .

تم تفسير سورة نوح عليه السلام [ والحمد لله ]

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

ثم قال : { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا } قال الضحاك : يعني : مسجدي ، ولا مانع من حمل الآية على ظاهرها ، وهو أنه دعا لكل من دخل منزله وهو مؤمن ، وقد قال الإمام أحمد :

حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا حَيْوَة ، أنبأنا سالم بن غيلان : أن الوليد بن قيس التُّجِيبِيّ أخبره : أنه سمع أبا سعيد الخدري - أو : عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد : - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تصحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي " .

ورواه أبو داود والترمذي ، من حديث عبد الله بن المبارك ، عن حيوة بن شريح ، به{[29364]} ثم قال الترمذي : إنما نعرفه من هذا الوجه .

وقوله : { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } دعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات ، وذلك يَعُم الأحياءَ منهم والأموات ؛ ولهذا يستحب مثل هذا الدعاء ، اقتداء بنوح ، عليه السلام ، وبما جاء في الآثار ، والأدعية [ المشهورة ]{[29365]} المشروعة .

وقوله : { وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا } قال السدي : إلا هلاكا . وقال مجاهد : إلا خسارا ، أي : في الدنيا والآخرة .

آخر تفسير سورة " نوح " [ عليه السلام ولله الحمد والمنة ]{[29366]} .


[29364]:- (4) المسند (3/38) وسنن أبي داود برقم (4832) وسنن الترمذي برقم (2395).
[29365]:- (5) زيادة من م.
[29366]:- (6) زيادة من أ.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

وقوله : رَبّ اغْفِرْ لي وَلِوَالِدَيّ يقول : ربّ اعف عني ، واستر عليّ ذنوبي وعلى والديّ ولِمَنْ دَخَلَ بَيِتيَ مُؤْمِنا يقول : ولمن دخل مسجدي ومصلايَ مصلّيا مؤمنا ، يقول : مصدّقا بواجب فرضك عليه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر بن آدم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي سنان ، عن الضحاك ولِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنا قال : مسجدي .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي سلمة ، عن أبي سنان سعيد ، عن الضحاك مثله .

وقوله : وللْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ يقول : وللمصدّقين بتوحيدك والمصدّقات .

وقوله : وَلا تَزِدِ الظَالِمِينَ إلاّ تَبارا يقول : ولا تزد الظالمين أنفسهم بكفرهم إلا خسارا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : إلاّ تَبارا قال : خسارا .

وقد بينت معنى قول القائل : تبرت ، فيما مضى بشواهده ، وذكرت أقوال أهل التأويل فيه بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، قال : قال معمر : حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، قال : كانوا يضربون نوحا حتى يُغْشَى عليه ، فإذا أفاق قال : ربّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

وقرأ جمهور الناس : «ولوالدَي » وقرأ أبي بن كعب «ولأبوي » ، وقرأ سعيد بن جبير «ولوالدِي » بكسر الدال يخص أباه بالدعوة . وقال ابن عباس : لم يكفر بنوح ما بينه وبين آدم عليه السلام ، وقرأ يحيى بن يعمر والجحدري : «ولولَديَّ » بفتح اللام وشد الياء المفتوحة وهي قراءة النخعي يخص بالدعاء ابنيه ، وبيته : المسجد فيما قال ابن عباس وجمهور المفسرين . وقال ابن عباس أيضاً : بيته : شريعته ودينه استعار لها بيتاً كما يقال : قبة الإسلام ، وفسطاط الدين . وقيل أراد سفينته ، وقيل داره . وقوله : { للمؤمنين والمؤمنات } تعميم بالدعاء لمؤمني كل أمة ، وقال بعض العلماء : إن الذي استجاب لنوح عليه السلام فأغرق بدعوته أهل الأرض الكفار لجدير أن يستجيب له فيرحم بدعوته المؤمنين . و : «التبار » الهلاك وذهاب الرسم ، وقرأ حفص عن عاصم وهشام وأبو قرة عن نافع : «بيتيَ » بتحريك الياء ، وقرأ الباقون بسكونها .