الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

{ ولوالدي } أبوه لمك بن متوشلخ ، وأمه شمخا بنت أنوش : كانا مؤمنين . وقيل هما آدم وحواء . وقرأ الحسين بن علي «ولولدي » يريد : ساما وحاما { بَيْتِىَ } منزلي . وقيل : مسجدي . وقيل : سفينتي ؛ خص أوّلا من يتصل به ؛ لأنهم أولى وأحق بدعائه ، ثم عم المؤمنين والمؤمنات { تَبَاراً } هلاكاً .

فإن قلت : ما فعل صبيانهم حين أغرقوا ؟ قلت : غرقوا معهم لا على وجه العقاب ، ولكن كما يموتون بالأنواع من أسباب الموت ، وكم منهم من يموت بالغرق والحرق ، وكأن ذلك زيادة في عذاب الآباء والأمهات إذا أبصروا أطفالهم يغرقون . ومنه قوله عليه الصلاة و السلام : " يهلكون مهلكاً واحداً ويصدرون مصادر شتى " وعن الحسن : أنه سئل عن ذلك فقال : علم الله براءتهم فأهلكهم بغير عذاب . وقيل : أعقم الله أرحام نسائهم وأيبس أصلاب آبائهم قبل الطوفان بأربعين أو سبعين سنة ، فلم يكن معهم صبي حين أغرقوا .

ختام السورة:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليه السلام " .