بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

ثم قال عز وجل : { رَّبّ اغفر لِي ولوالديّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً } يعني : سفينتي وديني . وقال الكلبي : { وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً } يعني : مسجدي . { وَلِلْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات وَلاَ تَزِدِ الظالمين إِلاَّ تَبَاراً } يعني : لا تزد الكافرين إلا هلاكاً ، كقوله : { تبرناهم تَتْبِيرًا } . وروى عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنه كان إذا قرأ القرآن في الليل ، فمر بآية فيقول لي : يا عكرمة ذكرني عند هذه الآية غداً . فقرأ ذات ليلة هذه الآية ، فقال : يا عكرمة ، ذكرني غداً . فذكرته ذلك ، فقال : إن نوحاً دعا بهلاك الكافرين ، ودعا للمؤمنين بالمغفرة ، وقد استجيب دعاؤه في المؤمنين ، فيغفر الله تعالى للمؤمنين والمؤمنات بدعائه ، وبهلاك الكافرين فأهلكوا . وروي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «نَجَاةُ المُؤْمِنِينَ فِي ثَلاَثَةِ أشْيَاءٍ : بِدُعَاءِ نُوْحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَبِدُعَاءِ إِسْحَاقَ عليه السلام وَبِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » يعني : للمؤمنين والله أعلم .