{ و } مع هذا { لَوْ شَاءَ اللَّهُ } لجعل الناس ، أي : جعل الناس { أُمَّةً وَاحِدَةً } على الهدى ، لأنه القادر الذي لا يمتنع عليه شيء ، ولكنه أراد أن يدخل في رحمته من شاء من خواص خلقه .
وأما الظالمون الذين لا يصلحون لصالح ، فإنهم محرومون من الرحمة ، ف { مَا لَهُمْ } من دون الله { مِنْ وَلِيٍّ } يتولاهم ، فيحصل لهم المحبوب { وَلَا نَصِيرٍ } يدفع عنهم المكروه .
قوله تعالى : " ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة " قال الضحاك : أهل دين واحد ، أو أهل ضلالة أو أهل هدى . " ولكن يدخل من يشاء في رحمته " قال أنس بن مالك : في الإسلام . " والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير " " والظالمون " رفع على الابتداء ، والخبر " ما لهم من ولي ولا نصير " عطف على اللفظ . ويجوز " ولا نصير " بالرفع على الموضع و " من " زائدة
قوله : { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } الأمة ، يراد بها ههنا الطريقة والدين والنحلة{[4083]} . يعني : لو شاء الله لجعل الناس كلهم على دين واحد ، إما على الهداية أو على الضلالة . ولكن الناس مفترقون على أديان ومِلل مختلفة من الهدى والضلال تبعا لمشيئة الله الأزلية التي تسبق كل عزم أو إرادة . ولله في ذلك الحجة البالغة والحكمة التي لا يدركها سواه . وهو ما يقتضيه قوله : { وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ } .
قوله : { وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } { الظالمون } مرفوع على أنه مبتدأ ، وخبره { مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } أي ليس للكافرين الخاسرين يوم القيامة من ولي وهو المحب أو الصديق أو التابع أو الحليف{[4084]} ليس لهم من مثل هؤلاء من يتولاهم ويدفع عنهم العذاب { وَلاَ نَصِيرٍ } ولا معين ينصرهم أو ينجيهم من العقاب{[4085]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.