اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّـٰلِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ} (8)

قوله تعالى : { وَلَوْ شَاءَ الله لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } قال ابن عباس ( رضي اللهُ عَنْهُمَا ){[49077]} على دين واحدٍ وقال مقاتل : على ملة الإسلام ، كقوله : { وَلَوْ شَاءَ الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الهدى } [ الأنعام : 35 ] { ولكن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ } أي في دين الإسلام «والظَّالِمُونَ » الكافرون { مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ } يرفع عنهم العذاب «وَلاَ نَصِير » يمنعهم من النار{[49078]} وهذا تقرير لقوله تعالى : { حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } أي أنت لا تقدر أن تحملهم على الإيمان فلو شاء الله لفعله ؛ لأنه أقدر منك ، ولكنه جعل البعض مؤمناً والبعض كافراً{[49079]} .


[49077]:زيادة من أ.
[49078]:وانظر هذه الآراء في البغوي والخازن 6/117.
[49079]:الرازي 27/148.