البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّـٰلِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ} (8)

{ ولو شاء الله لجعلهم أمّة واحدة } : يعني من إيمان أو كفر ، قال معناه الضحاك ، وهو قول أهل السنة ، وذلك تسلية للرسول .

كما كان يقاسيه من كفر قومه ، وتوقيف على أن ذلك راجع إلى مشيئته ، ولكن من سبقت له السعادة أدخله في رحمته .

وقال الزمخشري : { لجعلهم أمة واحدة } : أي مؤمنين كلهم على القسر والإكراه ، كقوله : { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } وقوله : { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً } والدليل على أن المعنى هو الإيحاء إلى الإيمان قوله : { أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } ، وذكر ما ظنه استدلالاً على ذلك ، وهو على طريق الاعتزال .

وقال أنس بن مالك : { في رحمته } : في دين الإسلام .