تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة الجمعة [ وهي ] مدنية

{ 1 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }

أي : يسبح لله ، وينقاد لأمره ، ويتألهه ، ويعبده ، جميع ما في السماوات والأرض ، لأنه الكامل الملك ، الذي له ملك العالم العلوي والسفلي ، فالجميع مماليكه ، وتحت تدبيره ، { الْقُدُّوسُ } المعظم ، المنزه عن كل آفة ونقص ، { الْعَزِيزُ } القاهر للأشياء كلها ، { الْحَكِيمُ } في خلقه وأمره .

فهذه الأوصاف العظيمة مما تدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية في قول الجميع ، وهي إحدى عشرة آية . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ) . وعنه قال : قال رسول الله :( نحن الآخرون الأولون{[1]} يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيد{[2]} أنهم أوتوا الكتاب بن قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له - قال - يوم الجمعة فاليوم لنا وغدا لليهود وبعد غد للنصارى ) .

تقدم الكلام فيه . وقرأ أبو العالية ونصر بن عاصم " الملك القدوس العزيز الحكيم " كلها رفعا ، أي هو الملك .


[1]:لعله عمرو بن مرة المذكور في سند الحديث (انظر ابن ماجه ج 1 ص 139 وسنن أبي داود ج 1 ص 77 طبع مصر).
[2]:في بعض النسخ: "أبي قاسم"
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ( 1 ) }

ينزِّه الله تعالى عن كل ما لا يليق به كلُّ ما في السموات وما في الأرض ، وهو وحده المالك لكل شيء ، المتصرف فيه بلا منازع ، المنزَّه عن كل نقص ، العزيز الذي لا يغالَب ، الحكيم في تدبيره وصنعه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مدنية وآياتها إحدى عشرة آية . وهي مبدوءة بالإخبار عن تسبيح الكون وما فيه لله . فكل شيء في السماوات أو الأرض يسبح بحمد الله الخالق الغالب الحكيم .

وفي السورة تنديد شديد ونكير بالغ على الذين أعطوا التوراة ليلتزموا أحكامها ويعلموا بما فيها من الأوامر والنواهي والمواعظ والعبر لكنهم اثّاقلوا إلى الشهوات والضلالات وأهواء النفس فآثروا الحياة الدنيا على الآخرة وجنحوا للباطل والهوى ، تاركين وراء ظهورهم كتاب ربهم فضلوا بذلك ضلالا بعيدا . وكان مثلهم في ذلك مثل الحمير العجماوات تحمل على ظهورها كتب العلم وهي لا تدري عن مضمونها شيئا .

وفي السورة إيجاب للجماعة إذا تودي للصلاة من يوم الجمعة . وهذه فريضة عينية منوطة بكل مسلم بشروطه من البلوغ والعقل والذكورة وعدم الأعذار .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم 1 هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين 2 وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم 3 ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } .

ذلك إخبار من الله عن تسبيح الكون وما فيه لجلاله وعظيم سلطانه . فما من شيء في السماوات أو في الأرض إلا يسبح الله فينزهه عن النقائص { الملك القدوس العزيز الحكيم } هذه الأسماء منصوبة على النعت لله . وقيل على البدل {[4532]} والملك ، المالك لكل شيء في السماوات والأرض . والقدوس ، يعني المنزه عن النقائص والعيوب ، الموصوف بصفات الكمال . والعزيز : القوي الغالب الذي لا يغلبه غالب . والحكيم : أي في قوله وفعله وتدبيره .


[4532]:الدر المصون جـ 10 ص 325.