المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

( 62 ) سورة الجمعة مدنية

وآياتها إحدى عشرة

تفسير سورة الجمعة{[1]}

وهي مدنية وذكر النقاش قولا إنها مكية وذلك خطأ ممن قاله لأن أمر اليهود لم يكن إلا بالمدينة وكذلك أمر الجمعة لم يكن قط بمكة أعني إقامتها وصلاتها وأما أمر الانفضاض فلا مرية في كونه بالمدينة وذكر النقاش عن أبي هريرة قال كنا جلوسا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت سورة الجمعة{[2]} وهذا أيضا ضعيف لأن أبا هريرة إنما أسلم أيام خيبر .

تقدم القول في لفظ الآية الأولى ، واختلفت القراءة في إعراب الصفات في آخرها .

فقرأ جمهور الناس : «الملكِ » بالخفض نعتاً { لله } ، وكذلك ما بعده ، وقرأ أبو وائل شقيق{[11088]} بن سلمة وأبو الدينار : «الملكُ » بالرفع على القطع ، وفتح أبو الدينار القاف من «القَدوس » .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[2]:- ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة، ثم ينزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب، هذا ما لا تقبله العقول، قاله الواحدي. وقوله تعالى: (ولقد آتيناك...) هو من الآية رقم (87) من سورة الحجر.
[11088]:هو شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل، الكوفي، قال عنه في التقريب:"ثقة، مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وله مائة سنة".