فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الجمعة

إحدى عشر آية بلا خلاف ، وهي مدنية

قال القرطبي : في قول الجميع ، قال ابن عباس : نزلت بالمدينة ، وعن ابن الزبير مثله ، وأخرج مسلم وأهل السنن .

" عن أبي هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة سورة الجمعة . و { إذا جاءك المنافقون } " ، وأخرجوا عن ابن عباس نحوه ، وأخرج ابن حبان والبيهقي في سننه .

" عن جابر بن سمرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة : { قل يا أيها الكافرون } ، و { قل هو الله أحد } ، وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة سورة الجمعة والمنافقون " .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ يسبح لله ما في السموات وما في الأرض } أي ينزهه فاللام زائدة ، وفي ذكر { ما } تغليب للأكثر وهو ما لا يعقل ، وقال النسفي رحمه الله : التسبيح إما أن يكون تسبيح خلقه ، يعني إذا نظرت إلى كل شيء دلتك خلقته على وحدانية الله وتنزيهه عن الأشياء ، أو تسبيح معرفة بأن يجعل الله بلطفه في كل شيء ما يعرف به الله تعالى وينزهه ، ألا ترى إلى قوله تعالى : { وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم } ؟ أو تسبيح ضرورة بأن يجري الله التسبيح على كل جوهر من غير معرفة له بذلك .

{ الملك القدوس العزيز الحكيم } قرأ الجمهور بالجر في هذه الصفات الأربع على أنها نعت لله ، وقيل : على البدل ، والأول أولى ، وقرئ بالرفع على إضمار مبتدأ ، وقرأوا القدوس بضم القاف وقرئ بفتحها ، وقد تقدم تفسيره عن ميسرة أن هذه الآية يعني أول سورة الجمعة مكتوبة في التوراة بسبعمائة آية .