تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا} (79)

وقوله : { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ } أي : صل به في سائر أوقاته . { نَافِلَةً لَكَ } أي : لتكون صلاة الليل زيادة لك في علو القدر ، ورفع الدرجات ، بخلاف غيرك ، فإنها تكون كفارة لسيئاته .

ويحتمل أن يكون المعنى : أن الصلوات الخمس فرض عليك وعلى المؤمنين ، بخلاف صلاة الليل ، فإنها فرض عليك بالخصوص ، ولكرامتك على الله ، أن جعل وظيفتك أكثر من غيرك ، وليكثر ثوابك ، وتنال بذلك المقام المحمود ، وهو المقام الذي يحمده فيه الأولون والآخرون ، مقام الشفاعة العظمى ، حين يتشفع الخلائق بآدم ، ثم بنوح ، ثم إبراهيم ، ثم موسى ، ثم عيسى ، وكلهم يعتذر ويتأخر عنها ، حتى يستشفعوا بسيد ولد آدم ، ليرحمهم الله من هول الموقف وكربه ، فيشفع عند ربه فيشفعه ، ويقيمه مقامًا يغبطه به الأولون والآخرون ، وتكون له المنة على جميع الخلق .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا} (79)

73

( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ) . . والتهجد الصلاة بعد نومة أول الليل . والضمير في )به )عائد على القرآن ، لأنه روح الصلاة وقوامها .

( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) . . بهذه الصلاة وبهذا القرآن والتهجد به ، وبهذه الصلة الدائمة بالله . فهذا هو الطريق المؤدي إلى المقام المحمود وإذا كان الرسول [ ص ] يؤمر بالصلاة والتهجد والقرآن ليبعثه ربه المقام المحمود المأذون له به ، وهو المصطفى المختار ، فما أحوج الآخرين إلى هذه الوسائل لينالوا المقام المأذون لهم به في درجاتهم . فهذا هو الطريق . وهذا هو زاد الطريق .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا} (79)

{ ومن الليل فتهجّد به } وبعض الليل فاترك الهجود للصلاة والضمير لل { قرآن } . { نافلة لك } فريضة زائدة لك على الصلوات المفروضة ، أو فضيلة لك لاختصاص وجوبه بك . { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } مقاما يحمده القائم فيه وكل من عرفه ، وهو مطلق في كل مكان يتضمن كرامة والمشهور أنه مقام الشفاعة . لما روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال : " هو المقام الذي لأشفع فيه لأمتي " ولإشعاره بأن الناس يحمدونه لقيامه فيه وما ذاك إلا مقام الشفاعة ، وانتصابه على الظرف بإضمار فعله أي فيقيمك مقاما أو بتضمين { يبعثك } معناه ، أو الحال بمعنى أن يبعثك ذا مقام .