تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا} (79)

الآية79 : وقوله تعالى : { ومن الليل فتهجد به نافلة لك } قال بعضهم : النافلة الغنيمة كقوله : { يسألونك عن الأنفال } ( الأنفال : 1 ) أي الغنائم/307-ب/وقوله{ نافلة لك } أي غنيمة لك تغنم بها الغنائم أو كلاما {[11147]} نحو هذا .

وقال الحسن : قوله { نافلة لك } ( أي خالصة لك ){[11148]} وخُلُوصُهُ له ( هو أنه ){[11149]} لا يغفل هو عن شيء منها في حال من الأحوال ، وغيره من الناس يغفلون فيها عن أشياء .

وقال بعضهم : ذكر أنه نافلة لم لأنه كان مغفورا له ؛ فما يعمل يكون له نافلة . وأما غيره فإن ما يعمل من الخيرات ، يكون كفارة لذنوبه{[11150]} ، فلا يكون نافلة ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } قال ( بعضهم ){[11151]} : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } تحمد عاقبته بالتهجد ، أي يبعثك ربك مقاما تحمد أنت ( تلك ){[11152]} العاقبة جزاء تهجدك في الدنيا . وقال بعضهم : { مقاما محمودا } ما يحمده كل الخلائق الأولون والآخرون . وقال بعضهم : { مقاما محمودا } هو مقام الشفاعة ، والله أعلم ، أي تشفع لأمتك{[11153]} وأهل العصيان منهم .

وجائز أن يكون هو صلة ما تقدم من قوله : { فتقعد مذموما مخذولا } ( الإسراء : 22 ) وقوله : { فتقعد ملوما محسورا }( الإسراء : 29 ) وقوله : { فتلقى في جهنم ملوما مدحورا }( الإسراء : 39 ) وما سمع من المواعيد ؛ لما سمع هذا ؛ وقرع سمعه ذلك ، أخافه ، وأفزعه ، فنزل قوله : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } إن عبدت الله ، وأطعته في جميع أموره ونواهيه ، وأقمت الصلاة والصيام .


[11147]:في الأصل و.م : كلام.
[11148]:من م، ساقطة من الأصل.
[11149]:في الأصل و م : وهو أن.
[11150]:في الأصل و.م : لذنوبهم.
[11151]:ساقطة من الأصل و.م.
[11152]:من م، ساقطة من الأصل.
[11153]:اللام ساقطة من الأصل و.م.