تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا} (79)

{ ومن الليل فتهجد به نافلة لك } يعني : عطية من الله لك . قال محمد : يقال : تهجد الرجل إذا سهر ، وهجد إذا نام .

{ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } وعسى من الله واجبة ، والمقام المحمود : الشفاعة . يحيى : عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة ابن اليمان قال : ( يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد حفاة عراة ، كما

خلقوا يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، حتى يلجمهم العرق ، ولا تكلم نفس إلا بإذنه . قال : فأول من يدعى محمد صلى الله عليه وسلم : يا محمد ، فيقول : لبيك وسعديك والخير في يديك ، والشر ليس إليك ، والسعيد من هديت ، وعبدك بين يديك وبك وإليك ، ولا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك . تباركت وتعاليت ، وعلى عرشك استويت ، سبحانك رب البيت ، ثم يقال له : اشفع قال : فذلك المقام المحمود الذي وعده الله{[623]} .


[623]:رواه النسائي في الكبرى (11294) والطبري في تفسيره (15/145) والطيالسي في مسنده (414)، والحاكم في المستدرك (2/363) وأبو نعيم في الحلية (1/278) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وقال أبو نعيم: رفعه عن أبي إسحاق جماعة. وأورده البوصيري في (مختصر الإتحاف) (8/387) وانظر: مجمع الزوائد (10/377) فقد عزاه للبزار (2926) وللطبراني في الأوسط (1058) فقال في الأول: ورجاله رجال الصحيح، وعن الثاني المرفوع: وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.