قوله عز وجل : { ومن الليل فتهجد به نافلة لك } أما الهجود فمن أسماء الأضداد ، وينطلق على النوم وعلى السهر ، وشاهد انطلاقه على السهر قول الشاعر :
ألا زارت وأهْلُ مِنىً هُجُود *** ولَيْتَ خَيَالَهَا بِمِنىً يعُود
وشاهد انطلاقه على النوم قول الشاعر :
أَلا طَرَقَتْنَا والرِّفَاقُ هُجُود *** فَبَاتَتْ بِعُلاَّت النّوالِ تجود{[1812]}
أما التهجد فهو السهر ، وفيه وجهان :أحدهما : السهر بالتيقظ لما ينفي النوم ، سواء كان قبل النوم أو بعده . الثاني : أنه السهر بعد النوم ، قاله الأسود بن علقمة . وفي الكلام مضمر محذوف وتقديره : فتهجد بالقرآن وقيام الليل نافلة أي فضلاً وزيادة على الفرض . وفي تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بأنها نافلة له ثلاثة أوجه :أحدها : تخصيصاً له بالترغيب فيها والسبق إلى حيازة فضلها ، اختصاصها بكرامته ، قاله علي بن عيسى . الثاني : لأنها فضيلة له ، ولغيره كفارة ، قاله مجاهد . الثالث : لأنها عليه مكتوبة ولغيره مستحبة ، قاله ابن عباس .
{ عسى أن يبعثك ربُّك مقاماً محموداً } فيه ثلاثة أقاويل :أحدها : أن المقام المحمود الشفاعة للناس يوم القيامة ، قاله حذيفة بن اليمان . الثاني : أنه إجلاسه على عرشه يوم القيامة ، قاله مجاهد . الثالث : أنه إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة . ويحتمل قولاً رابعاً : أن يكون المقام المحمود شهادته على أمته بما أجابوه من تصديق أو تكذيب ، كما قال تعالى : { وجئنا بك على هؤلاء شهيداً }[ النساء : 41 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.