التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا} (79)

فقوله تعالى { ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }

أخرج مسلم بسنده عن أبي هريرة مرفوعا : " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " .

( الصحيح – الصيام ، ب فضل صوم المحرم رقم1163 ) .

أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن الحسن البصري وعلقمة والأسود الكوفيين التهجد بعد نومه ، وهو لفظ الكوفيين .

وأخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن معمر عن قتادة في قوله تعالى { نافلة لك } تطوعا وفضيلة .

وأخرج البخاري بسنده عن ابن عمر قال : إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا ، كل أمة تتبع نبيها يقولون : يا فلان اشفع ، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود .

( وجثا جمع جثوة ، وجاث : وهو الذي يجلس على ركبتيه ) .

أخرج البخاري بسنده عن أنس مرفوعا قال : يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا ، فيأتون آدم فيقولون : أنت أبو الناس ، خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء ، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . فيقول لست هناكم -ويذكر ذنبه فيستحي- ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض . فيأتونه فيقول : لست هناكم- ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم ، فيستحي فيقول ائتوا خليل الرحمن . فيأتونه ، فيقول : لست هناكم ائتوا موسى عبدا كلمة الله وأعطاه التوراة ، فيأتونه فيقول : لست هناكم -ويذكر قتل النفس بغير نفس- فيستحي من ربه فيقول : ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه ، فيقول : لست هناكم ، ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتوني ، فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله ، ثم يقال : ارفع رأسك ، وسل تعطه ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي ، فأحمده بتحميد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حدا ، فأدخلهم الجنة . ثم أعود إليه فإذا رأيت ربي –مثله- ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأدخلهم الجنة ، ثم أعود للثالثة ، ثم أعود الرابعة فأقول : ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود .

( الصحيح-التفسير سورة البقرة ، ب وعلم آدم الأسماء كلها رقم4476 ) .

وأخرج أيضا بسنده عن جابر بن عبد الله مرفوعا قال : " من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة " .

( الصحيح-التفسير ، ب { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } رقم4718و4719 ) .

قال الطبري حدثنا محمد بن بشار ، قال ثنا عبد الرحمان قال : ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة ، قال : يجمع الناس في صعيد واحد ، فيسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، حفاة عراة كما خلقوا ، قياما لا تكلم نفس إلا بإذنه ينادي : يا محمد ، فيقول : لبيك وسعديك والخير في يديك ، والشر ليس إليك ، والمهدي من هديت ، عبدك وابن عبدك ، وبك وإليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، تباركت وتعاليت ، سبحانك رب هذا البيت ، فهذا المقام المحمود الذي ذكره الله تعالى أ . ه .

وأخرجه النسائي من حديث حذيفة وصححه ابن حجر( فتح الباري8/399 ، 400 ) وأخرجه عبد الرزاق والحاكم من طريق أبي إسحاق به ، وصححه ووافقه الذهبي( المستدرك2/363 ) .

وأخرج مسلم بسنده الصحيح عن أبي هريرة مرفوعا : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع " .

( الصحيح -الفضائل ، ب تفضيل نبينا رقم2278 ) .

وتقدم حديث أنس بن مالك في تفسير آية الكرسي وفيه الشفاعة والإذن بها .