تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (103)

{ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ْ } من مكاره الدنيا والآخرة ، وشدائدهما .

{ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا ْ } أوجبناه على أنفسنا { نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ْ } وهذا من دفعه عن المؤمنين ، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا فإنه -بحسب ما مع العبد من الإيمان- تحصل له النجاة من المكاره .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (103)

71

ويختم هذا المقطع من السياق بالنتيجة الأخيرة لكل رسالة ولكل تكذيب ، وبالعبرة الأخيرة من ذلك القصص وذلك التعقيب :

( ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا . كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين ) . .

إنها الكلمة التي كتبها الله على نفسه : أن تبقى البذرة المؤمنة وتنبت وتنجو بعد كل إيذاء وكل خطر ، وبعد كل تكذيب وكل تعذيب . .

هكذا كان - والقصص المروي في السورة شاهد - وهكذا يكون . . فليطمئن المؤمنون . . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (103)

وقوله : { فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ } أي : فهل ينتظر هؤلاء المكذبون لك يا محمد من النقمة والعذاب إلا مثل أيام الله في الذين خلوا من قبلهم من الأمم المكذبة لرسلهم ، { قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا }{[14442]} أي : ونهلك المكذبين بالرسل ، { كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ } [ أي ]{[14443]} حقا : أوجبه تعالى على نفسه الكريمة : كقوله { كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } [ الأنعام : 12 ] كما جاء في الصحيحين ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله كتب كتابا فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي سبقت{[14444]} غضبي " {[14445]}


[14442]:- في ت : "فإنى".
[14443]:- زيادة من ت ، أ.
[14444]:- في ت ، أ : "تغلب".
[14445]:- صحيح البخاري برقم (7554) وصحيح مسلم برقم (2751) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (103)

القول في تأويل قوله تعالى : { ثُمّ نُنَجّي رُسُلَنَا وَالّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ } .

يقول تعالى ذكره : قل يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك انتظروا مثل أيام الذين خلوا من قبلكم من الأمم السالفة الذين هلكوا بعذاب الله ، فإن ذلك إذا جاء لم يهلك به سواهم ، ومن كان على مثل الذي هم عليه من تكذيبك ، ثم ننجي هناك رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم ومن آمن به وصدقه واتبعه على دينه ، كما فعلنا قبل ذلك برسلنا الذين أهلكنا أممهم فأنجيناهم ومن آمن به معهم من عذابنا حين حق على أممهم . كذلكَ حَقّا عَلَيْنا نُنْجي المُؤْمِنِينَ يقول : كما فعلنا بالماضين من رسلنا فأنجيناها والمؤمنين معها وأهلكنا أممها ، كذلك نفعل بك يا محمد وبالمؤمنين فننجيك وننجي المؤمنين بك حقّا علينا غير شكّ .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (103)

{ ثم ننجّي رسلنا والذين آمنوا } عطف على محذوف دل عليه { إلا مثل أيام الذين خلوا } كأنه قيل ؛ نهلك الأمم ثم ننجي رسلنا ومن آمن بهم ، على حكاية الحال الماضية . { كذلك حقا علينا نُنجِ المؤمنين } كذلك الإنجاء أو إنجاء كذلك ننجي محمدا وصحبه حين نهلك المشركين ، و{ حقا علينا } اعتراض ونصبه بفعله المقدر . وقيل بدل من كذلك . وقرأ حفص والكسائي { ننجي } مخففا .