قوله تعالى : { ثُمَّ نُنَجِّي } : قال الزمخشري : " هو معطوفٌ على كلامٍ محذوف يدلُّ عليه " إلا مثلَ أيامِ الذين خَلَوا من قبلهم " كأنه قيل : نُهْلك الأمم ثم ننجِّي رسلَنا ، معطوفٌ على حكايةِ الأحوال الماضية .
قوله : { كَذَلِكَ } في هذه الكاف وجهان ، أظهرهُما : أنه في محلِّ نصب تقديرُه : مثلَ ذلك الإِنجاء الذي نَجَّينا الرسلَ ومؤمنيهم ننجي مَنْ آمن بك يا محمد . والثاني : أنها فيحل رفع على خبر ابتداء مضمر ، وقدَّره ابن عطية وأبو البقاء بقولك : الأمر كذلك .
قوله : { حَقّاً } فيه أوجه ، أحدها : أن يكون منصوباً بفعل مقدر أي : حَقَّ ذلك حقاً . والثاني : أن يكون بدلاً من المحذوف النائب عنه الكافُ تقديره : إنجاءً مثل ذلك حقاً والثالث : أن يكونَ " كذلك " و " حقاً " منصوبين ب " نُنْجِ " الذي بعدهما . والرابع : أن يكونَ " كذلك " منصوباً ب " نُنَجِّي " الأولى ، و " حقاً " ب " نُنْج " الثانية . وقال الزمخشري : " مثلَ ذلك الإِنجاء ننجي المؤمنين منكم ونهلك المشركين ، و " حَقّاً علينا " اعتراض ، يعني حَقَّ ذلك علينا حقاً " .
وقرأ الكسائي وحفص " نُنْجي المؤمنين " مخففاً مِنْ أَنْجى يقال : أَنْجى ونجَّى كأَبْدَلَ وبَدَّل ، وجمهورُ القراء لم ينقلوا الخلافَ إلا في هذا دون قوله : { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ } [ يونس : 92 ] ودونَ قوله : { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا } . وقد نقل أبو علي الأهوازي الخلافَ فيهما أيضاً ، ورُسِم في المصاحف " نُنْجِ " بجيمٍ دون ياء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.