تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة البروج وهي مكية

{ 1 - 22 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ }

{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ } أي : [ ذات ] المنازل المشتملة على منازل الشمس والقمر ، والكواكب المنتظمة في سيرها ، على أكمل ترتيب ونظام دال على كمال قدرة الله تعالى ورحمته ، وسعة علمه وحكمته .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة البروج

مقدمة وتمهيد

1- سورة " البروج " من السور المكية الخالصة ، وتسمى سورة " السماء ذات البروج " فقد أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة ، بالسماء ذات البروج .

وعدد آياتها : اثنتان وعشرون آية . وكان نزولها بعد سورة " والشمس وضحاها " وقبل سورة " والتين والزيتون " .

2- والسورة الكريمة من أهم مقاصدها : تثبيت المؤمنين ، وتسليتهم عما أصابهم من أعدائهم ، عن طريق ذكر جانب مما تحمله المجاهدون من قبلهم ، فكأن الله –تعالى- يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه : اصبروا كما صبر المؤمنون السابقون ، واثبتوا كما ثبتوا ، فإن العاقبة ستكون لكم .

كما أن السورة الكريمة ساقت الأدلة على وحدانية الله –تعالى- وقدرته ، ونفاذ أمره .

والبروج : جمع برج . وهي في اللغة : القصور العالية الشامخة . ويدل لذلك قوله - تعالى - { أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الموت وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } أى : ولو كنتم فى قصور عظيمة محصنة .

والمراد بها هنا : المنازل الخاصة بالكواكب السيارة ، ومداراتها الفلكية الهائلة ، وهى اثنا عشر منزلا : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدى ، والدول ، والحوت .

وسميت بالبروج ، لأنها بالنسبة لهذه الكواكب كالمنازل لساكنيها .

قال القرطبى : قوله : { والسمآء ذَاتِ البروج } : قسم أقسم الله - عز وجل - به . وفى البروج أربعة أقوال : أحدها : ذات النجوم . والثانى : ذات القصور . . الثالث : ذات الخَلْق الحسن . الرابع : ذات المنازل . . وهى اثنا عشر منزلا . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة البروج

وهي مكية .

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا رُزَيق بن أبي سلمى ، حدثنا أبو المهزّم ، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج ، والسماء والطارق{[1]} .

وقال أحمد : حدثنا أبو سعيد - مولى بني{[2]} هاشم - حدثنا حماد بنُ عباد السدوسي ، سمعت أبا المهزم يحدث عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسموات في العشاء{[3]} تفرد به أحمد .

يقسم الله بالسماء وبروجها ، وهي : النجوم العظام ، كما تقدم بيان ذلك في قوله : { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا } [ الفرقان : 61 ] .

قال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والسدي : البروج : النجوم . وعن مجاهد أيضا : البروج التي فيها الحرس .

وقال يحيى بن رافع : البروج : قصور في السماء . وقال المِنْهَال بن عمرو : { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ } الخلق الحسن .

واختار ابن جرير أنها : منازل الشمس والقمر ، وهي اثنا عشر برجا ، تسير الشمس في كل واحد منها شهرًا ، ويسير القمر في كل واحد يومين وثلثا ، فذلك ثمانية وعشرون منزلة{[29905]} ويستسرّ ليلتين .


[1]:زيادة من أ.
[2]:ورواه ابن مردويه وأبو الشيخ كما في الدر (3/270).
[3]:في د: "وأديت".
[29905]:- (1) في م: "منزلا".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية بإجماع من المتأولين لا خلاف في ذلك .

اختلف الناس في { البروج } ، فقال الضحاك وقتادة : هي القصور ، ومنه قول الأخطل : [ البسيط ]

كأنها برج رومي يشيّده . . . بان بجص وآجر وأحجار{[11718]}

وقال ابن عباس : { البروج } : النجوم ، لأنها تتبرج بنورها ، والتبرج : التظاهر والتبدي ، وقال الجمهور وابن عباس أيضاً : { البروج } هي المنازل التي عرفتها العرب وهي اثنا عشر على ما قسمته العرب وهي التي تقطعها الشمس في سنة ، والقمر في ثمانية وعشرين يوماً ، وقال قتادة معناه : ذات الرمل ، والسماء يريد أنها مبنية في السماء ، وهذا قول ضعيف


[11718]:يصف الأخطل الناقة في هذا البيت ويشبهها في ضخامتها بالقصر الكبير المرتفع، وهذا التصوير تكرر كثيرا في كلام العرب. وشيد البناء، رفعه وعلاه، أو طلاه بالشيد، وهو كل ما طلي به البناء. والجص والآجر والحجارة : من مواد البناء، ويروى: "لزبجص" بدلا من "بان بجص".