وقوله - سبحانه - : { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } جواب القسم وما بينهما كلام معترض لتفخيم شأن المقسم به . . والحافظ : هو الذى يحفظ ما كلف بحفظه ، لمقصد معين . أى : وحق السماء البديعة الصنع ، وحق النم الذى يطلع فيها فيبدد ظلام الليل ، ما كل نفس من الأنفس إلا وعليها من الملائكة من يحفظ عملها ويسجله ، سواء أكان هذا العمل خيرا أم شرا .
قال الإِمام الشوكانى ما ملخصه : قرأ الجمهور بتخفيف الميم فى قوله : لما ، فتكون " إن " مخففة من الثقيلة ، فيها ضمير الشأن المقدر ، وهو اسمها ، واللام هى الفارقة - بين " إن " النافية ، و " إن " المخففة من الثقيلة - وما مزيدة . أى : إن الشأن كل نفس لعليها حافظ .
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بتشديد الميم فى قوله { لما } فتكون " إن " نافية ، و " لما " بمعنى إلا .
أى : ما كل نفس إلا عليها حافظ .
والحافظ : هم الحفظة من الملائكة الذين يحفظون عليها عملها وقولها وفعلها . وقيل : الحافظ هو الله - تعالى - وقيل : هو العقل يرشدهم إلى المصالح .
والأول أولى لقوله - تعالى - : { وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً } وقوله : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } وحفظ الملائكة إنما هو من حفظه - تعالى - . لأنهم لا يحفظون إلا بأمره - عز وجل - .
والمقصود من الآية الكريمة : تحقيق تسجيل أعمال الإِنسان عليه ، وأنه سيحاسب عليها وسيجازى عليها بما يستحقه من ثواب أو عقاب .
يقسم بالسماء ونجمها الثاقب : أن كل نفس عليها من أمر الله رقيب : ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) . . وفي التعبير بصيغته هذه معنى التوكيد الشديد . . ما من نفس إلا عليها حافظ . يراقبها ، ويحصي عليها ، ويحفظ عنها ، وهو موكل بها بأمر الله . ويعين النفس لأنها مستودع الأسرار والأفكار . وهي التي يناط بها العمل والجزاء .
ليست هنالك فوضى إذن ولا هيصة ! والناس ليسوا مطلقين في الأرض هكذا بلا حارس . ولا مهملين في شعابها بلا حافظ ، ولا متروكين يفعلون كيف شاءوا بلا رقيب . إنما هو الإحصاء الدقيق المباشر ، والحساب المبني على هذا الإحصاء الدقيق المباشر .
ويلقي النص إيحاءه الرهيب حيث تحس النفس أنها ليست أبدا في خلوة - وإن خلت - فهناك الحافظ الرقيب عليها حين تنفرد من كل رقيب ، وتتخفي عن كل عين ، وتأمن من كل طارق . هنالك الحافظ الذي يشق كل غطاء وينفذ إلى كل مستور . كما يطرق النجم الثاقب حجاب الليل الساتر . . وصنعة الله واحدة متناسقة في الأنفس وفي الآفاق .
وقوله : إنْ كُلّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأه من قرّاء المدينة أبو جعفر ، ومن قرّاء الكوفة حمزة لَمّا عَلَيْها بتشديد الميم . وذُكِر عن الحسن أنه قرأ ذلك كذلك .
حدثني أحمد بن يوسف ، قال : حدثنا أبو عبيد ، قال : حدثنا حجاج ، عن هارون ، عن الحسن أنه كان يقرؤها : إنْ كُلّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ مشدّدة ، ويقول : إلاّ عليها حافظ ، وهكذا كلّ شيء في القرآن بالتثقيل .
وقرأ ذلك من أهل المدينة نافع ، ومن أهل البصرة أبو عمرو : «لَمَا » بالتخفيف ، بمعنى : إن كلّ نفس لعليها حافظ . وعلى أن اللام جواب «إن » و«ما » التي بعدها صلة . وإذا كان ذلك كذلك لم يكن فيه تشديد .
والقراءة التي لا أختار غيرها في ذلك : التخفيف ، لأن ذلك هو الكلام المعروف من كلام العرب ، وقد أنكر التشديد جماعة من أهل المعرفة بكلام العرب ، أن يكون معروفا من كلام العرب ، غير أن الفرّاء كان يقول : لا نعرف جهة التثقيل في ذلك ، ونرى أنها لغة من هُذَيل ، يجعلون إلا مع إن المخففة لَمَا ، ولا يجاوزون ذلك ، كأنه قال : ما كلّ نفس إلاّ عليها حافظ ، فإن كان صحيحا ما ذكر الفرّاء ، من أنها لغة هُذَيل ، فالقراءة بها جائزة صحيحة ، وإن كان الاختيار أيضا إذا صحّ ذلك عندنا ، القراءة الأخرى ، وهي التخفيف ، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب ، ولا ينبغي أن يترك الأعرف إلى الأنكر . وقد :
حدثني أحمد بن يوسف ، قال : حدثنا أبو عبيد ، قال : حدثنا معاذ ، عن ابن عون ، قال : قرأت عند ابن سيرين : «إنْ كُلّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْها حافِظٌ » فأنكره ، وقال : سبحان الله ، سبحان الله .
فتأويل الكلام : إذن : إن كلّ نفس لَعَليها حافظ من ربها ، يحفظ عملها ، وَيَحْصِي عليها ما تكسب من خير أو شرّ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : «إنْ كُلّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْها حافِظٌ » قال : كلّ نفس عليها حفظة من الملائكة .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : «إنْ كُلّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْها حافِظٌ » : حفظة يحفظون عملك ورزقك وأجلك إذا توفيته يا بن آدم قبضت إلى ربك .
وجواب القسم هو قوله : { إنْ كل نفس لمَا عليها حافظ } جُعل كناية تلويحية رمزية عن المقصود . وهو إثبات البعث فهو كالدليل على إثباته ، فإن إقامة الحافظ تستلزم شيئاً يحفظه وهو الأعمال خيرُها وشرُّها ، وذلك يستلزم إرادة المحاسبة عليها والجزاء بما تقتضيه جزاء مُؤخراً بعد الحياة الدنيا لئلا تذهب أعمال العاملين سدى وذلك يستلزم أن الجزاء مؤخر إلى ما بعد هذه الحياة إذ المُشَاهَدُ تخلُّف الجزاء في هذه الحياة بكثرة ، فلو أهمل الجزاء لكان إهماله منافياً لحكمة الإله الحكيم مبدع هذا الكون كما قال : { أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً } [ المؤمنون : 115 ] وهذا الجزاء المؤخر يستلزم إعادة حياة للذوات الصادرة منها الأعمالُ .
فهذه لوازم أربعة بها كانت الكناية تلويحية رمزية .
وقد حصل مع هذا الاستدلال إفادةُ أن على الأنفس حفظةً فهو إدماج .
والحافظ : هو الذي يحفظ أمراً ولا يهمله ليترتب عليه غرض مقصود .
وقرأ الجمهور : { لَمَا } بتخفيف الميم ، وقرأه ابن عامر وحمزة وأبو جعفر وخلَف بتشديد الميم .
فعلى قراءة تخفيف الميم تكون ( إنْ ) مخففة من الثقيلة و { لَمَا } مركبة من اللام الفارقة بين ( إنْ ) النافية و ( إنْ ) المخففةِ من الثقيلة ومعها ( مَا ) الزائدة بعد اللام للتأكيد وأصل الكلام : إن كل نفس لَعَليْها حافظ .
وعلى قراءة تشديد الميم تكون ( إنْ ) نافية و { لمَّا } حرف بمعنى ( إلاّ ) فإن ( لَمَّا ) ترد بمعنى ( إلاّ ) في النفي وفي القَسم ، تقول : سألتُك لَمَّا فعلت كذا أي إلاّ فعلت ، على تقدير : ما أسألك إلاّ فعل كذا فآلت إلى النفي وكلٌ من ( إنْ ) المخففة و ( إنْ ) النافية يُتلقَّى بها القسم .
وقد تضمن هذا الجواب زيادةً على إفادته تحقيق الجزاء إنذاراً للمشركين بأن الله يعلم اعتقادهم وأفعالهم وأنه سيجازيهم على ذلك .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ما من نفس لما عليها حافظ من الملائكة يكتبون حسناته وسيئاته.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"إن كُلّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ "اختلفت القرّاء في قراءة ذلك؛
فقرأه من قرّاء المدينة أبو جعفر، ومن قرّاء الكوفة حمزة "لَمّا عَلَيْها" بتشديد الميم... عن الحسن أنه كان يقرأها: "إنْ كُلّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ" مشدّدة، ويقول: إلاّ عليها حافظ، وهكذا كلّ شيء في القرآن بالتثقيل.
وقرأ ذلك من أهل المدينة نافع، ومن أهل البصرة أبو عمرو: «لَمَا» بالتخفيف، بمعنى: إن كلّ نفس لعليها حافظ...
والقراءة التي لا أختار غيرها في ذلك: التخفيف، لأن ذلك هو الكلام المعروف من كلام العرب...
فتأويل الكلام: إذن: إن كلّ نفس لَعَليها حافظ من ربها، يحفظ عملها، وَيُحْصِي عليها ما تكسب من خير أو شرّ... عن ابن عباس، قوله: «إنْ كُلّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْها حافِظٌ» قال: كلّ نفس عليها حفظة من الملائكة.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
... فيه إلزام التيقظ والتبصر، والنفس من طبعها إذا سلط عليها من يراقبها، ويحفظها، احتشمت من مراقبها، وخافته، وتكون متيقظة، ولا ترتكب من الأمور إلا ما يعلم أنه لا تلحقه التبعة من الحفاظ. والمرء يسلط عليه الملكان أيضا ليكون متيقظا في كل قول وفعل، فلا يقبل إلا إلى ما فيه نفع العاجل والآجل. وسمى الله تعالى الملكين {كراما كاتبين} [الانفطار: 11] ومن صحب المكرم من الخلائق احتشم منه، وتوقى عن إتيان ما يستحيى من مثله. ومن أراد أن يكتب إلى أحد كتابا، لم يثبت في كتابه شيئا، يؤخذ عليه، ويذم به، بل يحكم الأمر، ويصلحه غاية ما يحتمله الوسع، فكان في ذكر الحافظ على الأنفس إلزام التيقظ والتبصر من الوجه الذي ذكرنا...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{إن} بالتخفيف من الثقيلة في قراءة الجمهور أي- أن الشأن {كل نفس} أي من الأنفس مطلقاً لا سيما نفوس الناس {لما عليها} أي بخصوصها لا مشارك لها في ذاتها {حافظ} أي رقيب عتيد لا يفارقها، والمراد به الجنس من الملائكة، فبعضهم لحفظها من الآفات، وبعضهم لحفظها من الوساوس، وبعضهم لحفظ أعمالها وإحصائها بالكتابة، وبعضهم لحفظ ما كتب لها من رزق وأجل و شقاوة أو سعادة ومشي ونكاح وسفر وإقامة، فلا يتعدى شيئاً من ذلك، نحن قسمنا، نحن قدرنا، فإن قلت: إن الحافظ الملائكة، صدقت، وإن قلت: إنه الله، صدقت، لأنه الآمر لهم والمقدر على الحفظ، والحافظ لهم من الوهن والزيغ، فهو الحافظ الحقيقي... والتقدير: ما كل نفس موجودة إلا نفس كائناً أو كائن عليها حافظ...
وأقسم سبحانه وتعالى على ذلك تحقيقاً وتأكيداً يناسب القصد المذكور...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
يقسم بالسماء ونجمها الثاقب: أن كل نفس عليها من أمر الله رقيب: (إن كل نفس لما عليها حافظ).. وفي التعبير بصيغته هذه معنى التوكيد الشديد.. ما من نفس إلا عليها حافظ. يراقبها، ويحصي عليها، ويحفظ عنها، وهو موكل بها بأمر الله. ويعين النفس لأنها مستودع الأسرار والأفكار. وهي التي يناط بها العمل والجزاء. ليست هنالك فوضى إذن...
والناس ليسوا مطلقين في الأرض هكذا بلا حارس. ولا مهملين في شعابها بلا حافظ، ولا متروكين يفعلون كيف شاءوا بلا رقيب. إنما هو الإحصاء الدقيق المباشر، والحساب المبني على هذا الإحصاء الدقيق المباشر. ويلقي النص إيحاءه الرهيب حيث تحس النفس أنها ليست أبدا في خلوة -وإن خلت- فهناك الحافظ الرقيب عليها حين تنفرد من كل رقيب، وتتخفي عن كل عين، وتأمن من كل طارق. هنالك الحافظ الذي يشق كل غطاء وينفذ إلى كل مستور. كما يطرق النجم الثاقب حجاب الليل الساتر.. وصنعة الله واحدة متناسقة في الأنفس وفي الآفاق...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وجواب القسم هو قوله: {إنْ كل نفس لمَا عليها حافظ} جُعل كناية تلويحية رمزية عن المقصود. وهو إثبات البعث فهو كالدليل على إثباته، فإن إقامة الحافظ تستلزم شيئاً يحفظه وهو الأعمال خيرُها وشرُّها، وذلك يستلزم إرادة المحاسبة عليها والجزاء بما تقتضيه جزاء مُؤخراً بعد الحياة الدنيا لئلا تذهب أعمال العاملين سدى وذلك يستلزم أن الجزاء مؤخر إلى ما بعد هذه الحياة إذ المُشَاهَدُ تخلُّف الجزاء في هذه الحياة بكثرة، فلو أهمل الجزاء لكان إهماله منافياً لحكمة الإله الحكيم مبدع هذا الكون كما قال: {أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً} [المؤمنون: 115] وهذا الجزاء المؤخر يستلزم إعادة حياة للذوات الصادرة منها الأعمالُ. فهذه لوازم أربعة بها كانت الكناية تلويحية رمزية. وقد حصل مع هذا الاستدلال إفادةُ أن على الأنفس حفظةً فهو إدماج. والحافظ: هو الذي يحفظ أمراً ولا يهمله ليترتب عليه غرض مقصود...
وقد تضمن هذا الجواب -زيادةً على إفادته تحقيق الجزاء- إنذاراً للمشركين بأن الله يعلم اعتقادهم وأفعالهم وأنه سيجازيهم على ذلك...
من المعلوم أن كل قسم في القرآن لابد أن تكون له صلة بالمقسم عليه المراد تأكيده، فما علاقة الطارق، الذي هو: {النّجم الثاقب)} بما يقسم عليه الحق سبحانه وتعالى وهو: {إن كلّ نفس لمّا عليها حافظ}.
كلمة: {حافظ} هذه إما أن تؤخذ من الحفظ، بمعنى: الرعاية والعناية من الحافظ للمحفوظ، وإما أن تأتي من الحافظ، الذي هو الرقيب، الذي لا يغيب عنه شيء أبداً، فإذا توجهنا بكلمة: حافظ إلى المعنى الذي يرعى به المحفوظ بحفظه، نجد الحق سبحانه وتعالى يقول في آية أخرى من آياته: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله (11)} [الرعد]. أي أن ذلك الحفظ أمر الله عز وجل، فإن الإنسان تمر عليه أحداث كثيرة لا يمكن لقوته أن تفسرها، ولا لحيلته وأناته ورويته أن تفكر فيها.
ومعنى ذلك أن الحق سبحانه وتعالى وكل بالإنسان من يحفظه من كل ما قد يفوق طاقته، أو قدرته، أو تعجّل أناته، ورويته.
فقول الحق سبحانه وتعالى: {له معقبات من بين يدين ومن خلفه يحفظونه من أمر الله (11)} [الرعد]. يعني: أنك لست متروكاً لرعاية نفسك، ولا للعناية بها، فهناك أحداث وأشياء فوق عنايتك ورعايتك، ولولا أني سخرت لك من جنودي ما لا تعلم ممن يحوطك ويحفظك، لكانت فتكت بك تلك الأشياء.
وهذا يدل على أن الحفظ هنا هو: العناية والرعاية للمحفوظ.
وقد يكون الحفظ معناه: الرقابة، والعلم بكل ما يكون من هذا المحفوظ كما قال الحق عز وجل: {وإنّ عليكم لحافظين (10)} كراماً كاتبين (11)} [الانفطار].
إذن فكلمة: حافظٌ هنا، تعطي ما للإنسان، وتعطي ما على الإنسان؛ لأن كل شيء لك يقابله شيء عليك، والذي لك كان على الله عز وجل، والذي عليك كان لله عز وجل...
ثم تجد المناسبة هنا بين: {وما أدراك ما الطارق، النجم الثاقب}، فكأن الحافظ الرقيب يطلع على الأشياء، كما أن النجم الثاقب يثقب الظلام، وينفذ إلى دقائق الأشياء وتفاصيلها، إذن.. فالقسم نفسه دليل على المقسم عليه...
فالحق سبحانه وتعالى نقلنا من آية كونية إلى آية نفسية... وهنا تتجلى لنا دقة الأداء القرآني في قول الحق سبحانه وتعالى: {إن كلّ نفس لما عليها حافظ}، لأن العطاء الأول لصالح النفس،" النجم الثاقب "حتى نعرف به حركاتنا ومصالحنا، فكأن الحق سبحانه وتعالى يقول لك: كل شيء يعطى لك لابد أن يكون له مقابل، فلا نعتني بك تلك العناية، ثم نتركك، وعنايتنا بك دليل على أن لك مهمة معنا، ولذلك سيبتدئ في شرح الإنسان كقضية كونية أخرى.