بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞قَالُوٓاْ إِن يَسۡرِقۡ فَقَدۡ سَرَقَ أَخٞ لَّهُۥ مِن قَبۡلُۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفۡسِهِۦ وَلَمۡ يُبۡدِهَا لَهُمۡۚ قَالَ أَنتُمۡ شَرّٞ مَّكَانٗاۖ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} (77)

{ قَالُواْ إِن يَسْرِقْ } يعني : قال إخوة يوسف : إن يسرق بنيامين { فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } يعنون يوسف { فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ } يعني فأضمر الكلمة يوسف { فِى نَفْسِهِ } أي في قلبه { وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ } يعني : لم يعلن لهم جواباً { قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً } يعني : صنيعاً من يوسف ، لأن يوسف سرق الوثن ، وأنتم تسرقون الصواع . وذلك أن يوسف كان سرق صنماً من ذهب من خاله لاوي وقال قتادة : ذكر لنا أنه سرق صنماً ، كان لجده أب أمه . فعيّروه بذلك . { فقال : أنتم شر مكاناً } ، لأن سرقتكم قد ظهرت ، وسرقة أخيه لم تظهر إلا بقولكم ، ولا ندري أنتم صادقون في مقالتكم أم لا . { والله أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ } يعني : بما تقولون . وروى عكرمة عن ابن عباس . قال : عوقب يوسف ثلاث مرات : حين هَمَّ ، فسجن . وحين قال : { اذكرنى عِندَ رَبّكَ فَلَبِثَ فِى السجن بِضْعَ سِنِينَ } وحين قال : { إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } فردوا عليه ، وقالوا : فقد سرق أخ له من قبل .