تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞قَالُوٓاْ إِن يَسۡرِقۡ فَقَدۡ سَرَقَ أَخٞ لَّهُۥ مِن قَبۡلُۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفۡسِهِۦ وَلَمۡ يُبۡدِهَا لَهُمۡۚ قَالَ أَنتُمۡ شَرّٞ مَّكَانٗاۖ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} (77)

وقوله تعالى : ( قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ) قال بعض أهل التأويل : كانت سرقته أنه كان صنم من ذهب لجده أبي أمه ، فسرق ذلك لئلا يعبده دون الله ، ولكنا لا نعلم ذلك ، ونعلم أنهم كذبوا في قولهم : ( فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ) وأرادوا أن يتبرؤوا منه ، وينفوا ذلك [ عن ][ ساقطة من الأصل وم ] أنفسهم ليعلم أنه ليس منهم .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ) قيل أن يوسف أسر [ هذه الكلمة ][ في م : هذا القول ] في نفسه ، ولم يظهرها لهم ، وأسر[ في الأصل وم : أسروا ] ما اتهموه بالسرقة .

وجائز أن يكون [ قولهم ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) خاطبوا به أخاه بنيامين دون يوسف /256-أ/ ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) يقولون في ما بينهم .

وقد ذكر في بعض الحروف : ( إن يسرق فقد ) سُرِّق ( أخ له من قبل ) بالتشديد[ انظر معجم القراءات القرآنيةج3/186 ] فإن ثبت فالتأويل هو لقولهم .

وقال بعضهم : قوله : ( أنتم شر مكانا ) أي أنتم أشر صنعا بيوسف ( والله أعلم بما تصفون ) من الكذب أنه ( سرق أخ له من قبل ) .