بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (86)

{ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثّى وَحُزْنِى } يعني : همي وغمي { إِلَى الله } لما رأى من فظاظتهم ، وسوء لفظهم ، ولا أشكو ذلك إليكم . وقال القتبي : البث أشد الحزن ، إنما سمي الحزن البث ، لأن صاحبه لا يصبر عليه ، حتى يبثه أي : يفشوه .

ثم قال : { وَأَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أن يوسف حي ، وليس بميت . وإنما كان يعلم ذلك من تحقيق رؤيا يوسف ، حين رأى في المنام أحد عشر كوكباً ، أن ذلك سيكون . ويقال : إن يعقوب رأى ملك الموت في المنام ، وسأله هل قبضت روح قرة عيني يوسف ؟ قال : لا . ولكن هو في الدنيا حي ، فلذلك قال : { وَأَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ } .