السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (86)

ولما قالوا له ذلك فكأن قائلاً يقول : فما قال لهم ؟ فقيل : { قال } لهم { إنما أشكو بثي } والبث أشد الحزن سمي بذلك ؛ لأنه من صعوبته لا يطاق حمله فيباح به وينشر { وحزني } مطلقاً وإن كان سببه خفيفاً يقدر الخلق على إزالته { إلى الله } المحيط بكل شيء علماً وقدرةً لا إلى غيره ، فهو الذي تنفع الشكوى إليه { وأعلم من الله } ، أي : الملك الأعلى من اللطف بنا أهل البيت { ما لا تعلمون } فيأتيني بالفرج من حيث لا أحتسب ، وفي ذلك إشارة إلى أنه كان يعلم حياة يوسف ، ويتوقع رجوعه إليه وذكروا لسبب هذا التوقع أموراً : أحدها : أنّ ملك الموت أتاه فقال له : يا ملك الموت هل قبضت روح ابني يوسف ؟ قال : لا يا نبي الله .