الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالَ إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (86)

والبَثُّ أشدُّ الحزن كأنه لقوته لا يُطاق حَمْلُه فيبثُّه الإِنسان ، أي : يُفَرِّقُه ويُذيعه ، وقد تقدم أنَّ أصلَ هذه المادةِ الدلالةُ على الانتشار . وجَوَّز فيه الراغب هنا وجهين ، أحدهما : أنه مصدرٌ في معنى المفعول ، قال : " أي غَمِّي الذي بَثَثْته عن كتمان ، فهو مصدر في تقدير مفعول أو يعني غَمِّي الذي بَثَّ فكري فيكون في معنى الفاعل .

وقرأ الحسن وعيسى " وحَزَني " بفتحتين ، وقتادة بضمتين وقد تقدم .