الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (86)

قال يعقوب لهم جوابا لقولهم : { إنما أشكوا بثي }[ 86 ] أي : همي وحزني{[35039]} .

وحقيقة البث في اللغة : هو ما يرد على الإنسان من الأشياء المهلكة ، التي لا يمكنه إخفاؤها{[35040]} ، وسميت المعصية بثا مجازا ، وهو من بثثته ، أي فرقته{[35041]} .

وروي أن يعقوب كبر حتى سقط حاجباه على وجنتيه ، فكان يرفعهما{[35042]} بخرقة . فقال ( له ){[35043]} رجل : ما بلغ بك ما أرى ؟ فقال : طول الزمان ، وكثرة الأحزان .

فأوحى الله{[35044]} عز وجل إليه : يا يعقوب تشكوني{[35045]} قال{[35046]} : خطيئة ، فاغفرها ، فغفرها الله عز وجل{[35047]} له{[35048]} .

فما كان إذا سئل إلا قوله{[35049]} { إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله }- الآية [ 86 ]

وقوله : { وأعلم من الله ما لا تعلمون }[ 86 ] : قال قتادة : ( ذكر{[35050]} لنا أن يعقوب{[35051]} لم ينزل به بلاء قط إلا أتى{[35052]} حسن ظنه بالله ( عز وجل ){[35053]} من ورائه ){[35054]} .


[35039]:ساقط من ط.
[35040]:ق: إجبارها.
[35041]:انظر هذا التوجيه في: إعراب النحاس 2/343 واللسان: بثت.
[35042]:ق: يرفعها.
[35043]:ساقط من ق.
[35044]:انظر المصدر السابق.
[35045]:ق: تشتكيني.
[35046]:ط: فقال.
[35047]:ساقط من ق.
[35048]:وهو قول حبيب بن أبي ثابت، وثور بن يزيد، في: جامع البيان 16/228. وقد روي هذا الخبر مرفوعا بصيغة مطولة، وهو حديث باطل، كما في الأحاديث الواهية 2/378.
[35049]:كذا وردت في النسختين، ولعل الصواب: (قال).
[35050]:ق: وذكر.
[35051]:ط: صم.
[35052]:ق: أتى أتى وهو سهو من الناسخ.
[35053]:ساقط من ق.
[35054]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/227.