قوله تعالى : { وتولى عَنْهُمْ } يعني : أعرض عن بنيه وخرج عنهم { وَقَالَ يا أسفي على يُوسُفَ } يعني : يا حزناً ، والأسف : أشد الحسرة { وابيضت عَيْنَاهُ مِنَ الحزن } يعني : من البكاء { فَهُوَ كَظِيمٌ } يعني : مغموماً ، مكروباً ، يتردد الحزن في جوفه . والكظيم والكاظم بمعنى واحد مثل القدير والقادر . وهو المتمسك على حزنه ، لا يظهره ، ولا يشكوه . وروي عن الحسن أنه قال : مكث يعقوب ثمانين سنة ، ما تجف دموعه ، ولا يفارق قلبه الحزن يوماً ، وما كان على الأرض يومئذٍ أحد أكرم على الله منه . قال : وألقي يوسف في الجب ، وهو يومئذٍ ابن سبع سنين ، وغاب عن أبيه ثمانين سنة ، وعاش بعدما جمع الله شمله ثلاثاً وعشرين سنة . وروي عن ابن عباس أنه قال : غاب يوسف عنه اثنين وعشرين سنة . وقال سعيد بن جبير : ما أعطيت أمة من الأمم { الذين إِذَآ أصابتهم مُّصِيبَةٌ قالوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ راجعون } [ البقرة : 156 ] غير هذه الأمة ، ولو كان أوتيها أحد قبلكم لأوتيها يعقوب حين قال : { يا أسفي على يُوسُفَ } وروي عن إبراهيم بن ميسرة أنه قال : لو أن الله أدخلني الجنة ، لعاتبت يوسف بما فعل بأبيه ، حيث لم يكتب إليه ، ولم يعلمه حاله ، ليسكن ما به من الغم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.