إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (86)

{ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بثي } البثّ أصعبُ الهم الذي لا يصبر عليه صاحبُه فيبثّه إلى الناس أي ينشره فكأنهم قالوا له ما قالوا بطريق التسلية والإشكاءِ ، فقال لهم : إني لا أشكو ما بي إليكم أو إلى غيركم حتى تتصدّوا لتسليتي وإنما أشكو همي { وحزني إِلَى الله } تعالى ملتجئاً إلى جنابة متضرِّعاً لدى بابه في دفعه وقرىء بفتحتين وضمتين { وَأَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ } من لطفه ورحمته فأرجو أن يرحمني ويلطُفَ بي ولا يُخيِّب رجائي أو أعلمَ وحياً أو إلهاماً من جهته ما لا تعلمون من حياة يوسف . قيل : رأى ملكَ الموتِ في المنام فسأله عنه فقال : هو حي ، وقيل : علم من رؤيا يوسف عليه السلام أنه سيخرّ له أبواه وإخوتُه سجّداً .